IMLebanon

مصادر آذاريّة : لا الوردة الحمراء ولا التوضيح يُبرّران غيابه عن ذكرى استشهاد الحريري

بات واضحاً أن غياب رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط عن الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في «البيال»، حمل دلالات عدة، وإن كان توضيحه بالأمس بأن النائب هنري حلو قد مثّله في الإحتفال قد أجاب على التساؤلات التي أثيرت حول غياب المشاركة الجنبلاطية، في الوقت الذي سُجّل فيه حضور رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، إضافة إلى وفد عوني رفيع المستوى برئاسة الوزير جبران باسيل. وفي هذا الإطار، اعتبرت مصادر آذارية أن الوردة الحمراء التي وضعها رئيس الحزب الإشتراكي على ضريح الرئيس الشهيد ليست كافية لتغطية هذا الغياب الذي أثار موجة استياء عارمة لدى أكثر من فريق سياسي في 14 آذار، ولم يقتصر الأمر على القيادات بل وصل إلى القاعدة الشعبية، خصوصاً في تيار «المستقبل»، وكذلك لدى الحلقة الضيقة المحيطة بالرئيس سعد الحريري. وكشفت المصادر نفسها، إلى أن غياب جنبلاط، لم يأتِ منعزلاً عن السياق الذي يتصرّف فيه زعيم المختارة من خلال سلسلة محطات بدا خلالها وجود فتور على خط كليمنصو ـ بيت الوسط، وإن كان الأمر لم يصل بعد إلى حد القطيعة. لكنها استدركت مشيرة في الوقت نفسه، إلى بعض المواقف الجنبلاطية خلال الأشهر الماضية التي ركّزت على دور الرئيس سعد الحريري في تكريس نهج الإعتدال، والتي قابلها رئيس تيار «المستقبل» بلفتة إيجابية تجاه الرئيس نبيه بري والنائب جنبلاط في كلمته مساء السبت الماضي.

وتساءلت المصادر عينها، فيما لو أن ما صدر من توضيح على هذا الغياب قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات بين الحريري وجنبلاط، تكون بمثابة طي لصفحة الفتور، خاصة وأن خطوطاً عدة ما زالت مفتوحة من خلال وقوف النائب مروان حمادة إلى جانب وفد «اللقاء الديمقراطي» الذي ترأسّه جنبلاط إلى ضريح الرئيس رفيق الحريري في وسط بيروت. علماً أنه قد سبق لحمادة تضيف المصادر، أن عرّف رفيق دربه كما يقول دائماً النائب جنبلاط، إلى الرئيس الشهيد في مرحلة الثمانينات. وبالتالي، فإن النائب حمادة الذي كانت له شهادة مدوّية في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قد حلّ ضيفاً على عائلات بيروتية، وذلك في ندوة حوارية كانت بمثابة التكريم له، يلعب دوراً فاعلاً في إطار توطيد العلاقة ما بين المختارة وبيت الوسط.

ومن هذا المنطلق، كشفت المصادر ذاتها، عن أن ما سُجّل على هامش الإحتفال، لن يحول دون حصول لقاء قريب بين النائب جنبلاط والرئيس الحريري، وذلك بصرف النظر عن كل التحليلات والتأويلات السياسية في أوساط فريقي 8 و14 آذار على حد سواء. وشدّدت على أن التواصل قائم عبر أقنية عديدة، وليست هنالك قطيعة، إذ عُلم بأن للمملكة العربية السعودية دوراً أساسياً في هذا المجال، إنطلاقاً من أن البرودة المسيطرة اليوم على العلاقة الجنبلاطية ـ الحريرية أتت كنتيجة لتصويت النائب جنبلاط ونواب حزبه للرئيس نجيب ميقاتي، وهو ما انعكس بشكل كبير على علاقة جنبلاط بالسعودية في الدرجة الأولى. وأضافت المعلومات، أن عودة جنبلاط إلى «بيت الوسط» لن تتم إلا بعد تسوية علاقته مع الرياض، خصوصاً في ضوء الكلام الذي استهلّ به الحريري خطابه في «البيال»، وذكّر فيه بالدور السعودي في دعم لبنان.

ولهذه الغاية، رأت المصادر الآذارية نفسها، أن الأمور معقّدة بين الرجلين، وإن كان «أبو تيمور» حريصاً على البقاء في موقع الوسط بين فريقي 8 و 14 آذار. لكن بعض المحيطين بالحريري، كما أضافت هذه المصادر، غير مقتنعين بغياب جنبلاط عن إحتفال «البيال»، وإن كان الحريري نفسه يقدّر خصوصية جنبلاط السياسية والدرزية.

في المقابل، فإن أوساط الحزب التقدمي الإشتراكي رفضت الخوض في أي تفاصيل حول العلاقة ما بين الحريري وجنبلاط، مؤكدين على الموقف المعلن لرئيس الإشتراكي من هذه القضية بالأمس.