تحت عنوان « لن ننسى لن نسكت»، وبدعوة من اللقاء الارثوذكسي والرابطة السريانية، يقام مهرجان تضامني غداَ الثلاثاء 19 الجاري في مبنى بلدية سن الفيل، لمناسبة مرور ثلاث سنوات على اختطاف متروبوليت حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران بولس اليازجي، ومتروبوليت حلب لطائفة السريان الارثوذكس المطران يوحنا ابراهيم، للتذكير بقضيتهما. وسيتحدث خلال المهرجان الوزير السابق فيصل كرامي، والنائب علي فياض، ورئيس الرابطة السريانية حبيب فرام، والنائب السابق مروان ابو فاضل. وستؤكد الكلمات على دعم هذه القضية الانسانية من قبل كل الاطراف، لانها تطال رمزين دينيين لا ذنب لهما في ما يجري من ازمات اقليمية. وسوف يطالب المتحدثون بضرورة إحياء الملف من جديد على الساحة الدولية، لانه بات في عالم النسيان، فلا معلومة عنهما تطمئن على الاقل بأنهم على قيد الحياة، اذ لا يزال الصمت المخيف يطوّق هذا الملف الانساني، ويطرح جملة تساؤلات تبدو اجوبتها سلبية…
الى ذلك اعربت مصادر سياسية مسيحية عن خوفها على مصير المطرانين، لان الصمت الذي رافق الملف منذ 19 نيسان العام 2013 مخيف جداً، مذكّرة بأن المطران ابراهيم اصطحب المطران اليازجي في ذلك التاريخ، بسيارته التي يقودها سائقه، من قرية على الحدود التركية، ولدى وصولهم الى مشارف مدينة حلب اعترضهم مسلحون وانزلوهم من السيارة، فقتلوا السائق وخطفوا المطرانين، ولا يزال مصيرهما مجهولاً منذ ذلك اليوم، على الرغم من تدّخل قوى سياسية ودينية، في طليعتها شقيق المطران اليازجي البطريرك يوحنا العاشر اليازجي، الذي اجرى اتصالات مكثفة مع كل الجهات، كما عملت الكنيسة الارثوذكسية على الخط الدبلوماسي، من خلال طلب مساعدة الدول النافذة، ومنها روسيا والولايات المتحدة وتركيا والاردن. لكن كلها لم تنجح في أي خطوة من شأنها إعادة المطرانين الى كنيستهما واهلهما، في ظل بيانات إستنكار واسعة إستمرت لفترة، ثم لم نعد نسمع بها، وكأن هنالك معطيات لا تبشّر بالخير. فلماذا هذا الصمت المريب ولماذ لا تعلن الحقائق؟، وإن كان هنالك ثمة معلومة سلبية فلتعلن، او لإعادة هذا الملف الى الواجهة بمؤازرة الفاتيكان، لانها قضية رمزية لكل مسيحي.
هذا وترى المصادر المذكورة،بأن الملف بات معقّداً كثيراً بعد مرور هذه السنوات، وبالتالي اصبح اكبر من الجميع، لان وراء هذه العملية دلالات خطرة جداً، وكأن البعض يعمل على إظهار المسيحيين رهائن في هذه المنطقة. وابدت خوفها الشديد من ألا يكون المطرانان على قيد الحياة، وطالبت بعودة ملفهما الى الواجهة السياسية الدولية وبقوة، موجهةً النداء الى كل المجتمعات والهيئات الدولية، لوضع حدّ نهائي لهذه القضية المنسية، واعتبرت بان المطلوب ليس إقامة المهرجانات، بل الوساطات الفعلية على صعيد رؤساء الدول والفاتيكان، وعدم الوقوف مكتوفي الايدي، سائلة ماذا لو كان المخطوفان من طائفة اخرى؟!.
ولفتت الى ما ذكرته احدى الصحف العربية قبل فترة، نقلاً عن ضابط في المعارضة السورية، بأن الاشارات سلبية جداً في ملف المطرانين…، خصوصاً انهما لم يظهرا في اي مقطع فيديو، وبالتالي لم تتبنَ اي جهة عملية خطفهما، معتبرة بأن عدم طرح هذا الملف من أي جهة يعني ان المطرانين باتا شهيديّ الكنيسة، لان معلومات غير مؤكدة وردت بأن المسلحين قاما بتصفية المطرانين منذ اليوم الاول، ولذا لم نعد نسمع بالملف المذكور، مع الامل بأن تكون هذه المعلومة بعيدة عن ارض الواقع.
ودعت المصادر عينها المجتمع الدولي ودول الشرق الى التعاون الجدّي لاستئصال الارهاب والتطرّف القاتل، الذي يزرع الاجرام والرعب ويهدد الاعتدال والاستقرار في دول المنطقة،، وسألت: « لماذا يتم دائماً الزج بالمسيحيّين في صراعات المنطقة؟، ولماذا يدفعون ثمن اخطاء غيرهم؟ والانتقام يكون دائماً بالاعتداء على رموزهم الدينية؟، مبدية إستياءها مما يجري في دول المنطقة من سيطرة للارهاب، اذ حتى بيانات الاستنكار لهذه العملية، لم نعد نسمع بها من قبل كل القوى السياسية والدينية، في ظل تصاعد موجة التيار الاسلامي المتطرّف.
وختمت بالدعوة الى الاعتصامات والتحرّك الفعلي على كل الاصعدة، من اجل تحريك هذا الملف، معتبرة ان ما يفيد اكثر هو الحراك العربي، اي الجهات القادرة على ضبط الخاطفين والضغط عليهم، وإلا سنصفها بالفضيحة العربية التي تتطلب تدّخل كل الدول الاسلامية، خصوصاً البارزة منها لحلها كما يجب، وفي حال لم يحصل هذا المطلب، سنتأكد حينها بأن المطرانين قد إستشهدا من اجل ايمانهما المسيحي.