Site icon IMLebanon

لا حل قريبا

يوماً بعد يوم يتبيّـن أنّ الحروب في منطقتنا طويلة، وليس لها حل قريب، من اليمن الى العراق الى سوريا الى ليبيا الى تونس…

لماذا؟

بكل بساطة يجب أن نسأل أنفسنا: لماذا سوف تنتهي هذه الحروب، وما همّ أميركا أو روسيا أو أوروبا التي تنظر الى هذه الصراعات فقط من زاوية المتفرّج لا غير؟!

نعم، بكل بساطة ما هي الخسائر في أن يموت الشعب في بلدٍ وأن يدمّر أيضاً؟ وما هو مصير الشعب السوري؟ ما هو مصير الشعب اليمني؟ ما هو مصير الشعب العراقي؟ ما هو مصير الشعب الليبي؟ كل هذا غير مهم.

المهم هو استمرار الحروب في هذه المنطقة لأنّ تدميرها يصب في مصلحة إسرائيل.

نعم… المستفيد الوحيد الحقيقي ممّا يجري في العالم العربي هو إسرائيل.

من هنا فإنّ الذي جلب أحد الشيوخ، وهو آية الله الخميني، من العراق الى فرنسا ومنها الى طهران، إنما جاء به تحت نظرية الفتنة السنية – الشيعية التي هي الأداة «المفيدة» لتدمير هذه البلاد…

من هنا نتذكر أنّ حرب العراق – إيران دامت 8 سنوات منذ عام 1980 الى 1988 ولم ينتصر العراق ولم تنتصر إيران! فالبلدان خسرا… ولم يربح أحد، والنتيجة تدمير الاقتصاد الايراني وتدمير الاقتصاد العراقي.

أين كان العراق عام 1980؟ وأين أصبح عام 1988؟

أين كانت إيران عام 1980 وأين أصبحت عام 1988؟

باختصار مطلوب أن تنفق جميع الأموال التي نحصل عليها من الثروة الطبيعية التي وهبنا إياها رب العالمين على الاسلحة وعلى التدمير…

ممنوع أن يُبنى معمل… ممنوع أن يُبنى مصنع… ممنوع تطوير بلادنا… المطلوب أن تنفق جميع الأموال التي يدرها النفط على تدمير بلداننا.

يبدو أنّ المؤامرة لم تكن كافية لإشباع نهم إسرائيل، إذ انها بحاجة الى مزيد من التدمير والعنوان الاول هو تدمير الجيوش العربية.

من هنا، بدأت القصة عام 1973 تبحييد الجيش المصري، فبعدما تجرّأ العرب وشنوا الحرب على إسرائيل جاء كيسنجر لإخراج مصر من الصراع العربي الاسرائيلي واستفراد الدول العربية الواحدة تلو الأخرى.

كما نذكر أنّ «لا حرب من دون مصر ولا سلام من سوريا» هذه المقولة سقطت مرتين، المرة الأولى معاهدة «كامب دايڤيد» التي أخرجت مصر والجيش المصري من المواجهة.

والمرحلة الثانية تدمير الجيش العراقي من قبل أميركا عام 2003 يوم غزت العراق، وكان القرار الاول هو حل الجيش العراقي لأنه دافع عن سوريا عام 1973 ومنع سقوط دمشق.

اليوم ما يجري هو القضاء على الجيش السوري بعد القضاء على الجيش العراقي…

طبعاً ما يجري في اليمن ليس بعيداً عن القاعدة ذاتها، أي قاعدة القضاء على الجيوش في العالم العربي.

عوني الكعكي