Site icon IMLebanon

لا حل مع دول الخليج دون رئيس جديد! أسوأ الخفة السياسية الترويج لبديل إيراني

تخشى مصادر وزارية ان يكون صار صعبا جدا معالجة موضوع العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية ودول الخليج في ظل استمرار المعادلة السياسية الداخلية على حالها واستمرار الشغور في سدة الرئاسة الاولى التي يمسك فريق ٨ اذار بمفاصلها من حيث استمراره في تعطيل الرئاسة بما يناسب “حزب الله” الذي لن يحرج بموقف يتخذه اي رئيس للجمهورية، فيما كل وزير يتصرف في مجلس الوزراء كأنه هو رئيس الجمهورية وفق موقف لوزير الخارجية جبران باسيل في هذا الاطار والذي اخذ مداه في استنساب مواقف فريقه مع الدول العربية من دون الاخذ في الاعتبار مصلحة لبنان، وتاليا فان وصول رئيس جديد للجمهورية يمثل لبنان ويتحاور معه الخارج بات امرا ملحا وضاغطا اكثر من اي وقت مضى. والترف الذي مارسه الافرقاء السياسيون خلال ما يقارب السنتين من الشغور الرئاسي بات مكلفا على نحو لن يكون لبنان قابلا لمواجهة تداعياته. فثمة انعكاسات خطيرة جدا ليس لوقف المساعدات للجيش والقوى الامنية بل لطبيعة العلاقات التي باتت تقف عند حدود مهلكة للبنان. وهناك خفة سياسية وفق هذه المصادر الوزارية في ابداء ردود فعل على غرار ان لبنان يمكن ان يعتمد على ايران في مد الجيش بالاسلحة التي يحتاجها خصوصا بعد رفع العقوبات الدولية عن طهران بحيث لا يتعدى هذا الكلام اطار رد الفعل الدعائي ليس الا. ففي هذا الكلام تقليل لاهمية البعد العربي للبنان وتاليا امتداده وعلاقاته واختصار الازمة بوقف المساعدات السعودية في حين ان ما يثير القلق هو اعادة النظر في العلاقات فلا تتوقف فقط على المليارات الاربعة من المملكة للبنان بل في ما هو ابعد منها. فالاسئلة الفورية او الاولية التي تثار تتصل بما اذا كانت ايران يمكن ان تأخذ لبنان على عاتقها كما اخذته وتأخذه السعودية والدول الخليجية منذ زمن بعيد على صعد عدة. كما انه اذا كانت ايران ستقدم المساعدات للجيش فهل يجعلها ذلك تتخلى عن جيشها البديل المتمثل في الحزب او انها ستجعل الاخير بديلا من الجيش في حال اعتبرت ان الفرصة سانحة لان يتخطى الحزب الجيش وذلك في حال كان سهلا نسف منظومة الاسلحة الاميركية والفرنسية او الاعتبارات الدولية التي تمنع انزلاق لبنان على نحو من شأنه ان يكبر المخاطر عليه.

لذا فان تداعيات الضغط الخليجي على لبنان ينبغي تسييلها بسرعة في اتجاهين وفقا للمصادر الوزارية المعنية. فثمة ضغط داخلي يحتمه السعي الى انقاذ لبنان من المسار الذي يسلكه والذي غدا غير مقبول ومكلف عبر الدفع الى اجراء انتخابات رئاسية اولا بحيث يبرز سؤال مهم: هل ان الموقف الخليجي ينزع الغطاء عن الحكومة بحيث غدت استقالتها الثمن الذي يتعين ان تدفعه من اجل منع استمرار الستاتيكو الاستنزافي للبنان وعلاقاته العربية وتاليا الدولية؟ ثم ان هناك اهتماما برد الفعل الغربي ازاء وقف المساعدات السعودية للجيش خصوصا نظرا الى مدى التعويل الخارجي على الجيش والمساعدات التي تقدم له من اجل الاستمرار في المحافظة على الاستقرار، الامر الذي يحتم بذل الدول الكبرى ضغوطا حيث يلزم ليس من اجل المحافظة على الاستقرار فحسب بل عبر تأمين السلطة السياسية التي يمكن ان تشكل الغطاء لاستقرار لبنان وللقرار السياسي الحامي للبنان والذي لا يعرضه للاخطار الكبيرة كما هي حال التسبب بتدهور علاقاته مع الدول الخليجية.

هل يفهم من الرسالة السعودية وتاليا الخليجية الضغط من اجل تصحيح المسار السياسي اللبناني او كما فهم البعض ايضا في اتجاه رفض قاطع دعم ترشيح العماد ميشال عون الذي عبر اداء وزير الخارجية لم يظهر قدرة على ان يكون توافقيا يمكن ان يوازن بين المحاور الاقليمية او المحافظة على علاقات لبنان العربية بل اثبت عدم القدرة على ادارة ملف العلاقات الديبلوماسية بموضوعية بما لا يتناسب ومصالح لبنان، وتالياً فهو سقط في امتحان اتيح له على مدى سنتين من الشغور الرئاسي ما لم يكن يراهن على حل الامور كما دأب على ذلك في مجلس الوزراء؟

فعلى سبيل المثال لا يخفي وزراء من ٨ اذار استغرابهم في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء اعتماد وزراء التيار الحر اسلوبا استفزازيا مع وزراء حركة امل. فالاستغراب مرده ان هؤلاء لا يسعون الى تدوير الزوايا في ظل سعي محموم الى تأمين وصول زعيمهم الى الرئاسة الاولى في علاقاتهم مع فريق اساسي له كلمته كما لو انهم يعتمدون على ضغوط من حليفهم الشيعي الاخر من اجل تأمين هذا الانتخاب. يعيد هذا الواقع موضوع الرئاسة الى عاملين مهمين: الاول ان لا صحة لمنطق ما ينسب الى الميثاقية المسيحية بصلة. فهناك مسألة عدم وجود كيمياء بين العماد عون وغالبية الزعماء بحيث لا قدرة لهؤلاء على التعاطي معه راهناً، فكيف اذا صار في موقع الرئاسة وافتعل مشكلة من اجل تعيين قائد جديد للجيش او اجراء تعيينات مسيحية او طبيعة علاقات مع الدول الخارجية؟ ولا تزال تجربة عهد اميل لحود والمنحى الصدامي الذي اعتمده ماثلة لهؤلاءجميعا. ثم ان الرجل اظهر محورية في موقفه لم تتغير على رغم رغبته في الحصول على دعم الدول الخليجية ودعم الطائفة السنية في لبنان، فاعطى نموذجا لا يمكن ان يركن المحيط العربي اليه. فهل يستمر دق المياه وهي مجرد مياه؟