يواصل حزب الله «ملاحمه» في «تقديس وتمجيد» ذكرى «شهداء الواجب الجهادي» بحسب ما يحلو له تسميتهم، فيما هؤلاء أنفسهم متّهمون بالتورّط في اغتيال رؤساء وزراء وحكومات سابقين وفي دماء اللبنانيين والسوريين على حد سواء. ومن بين هؤلاء من يحتفل الحزب بذكراهم السنوية الأولى اليوم، وهو القيادي مصطفى بدر الدين الذي اغتيل بالقرب من مطار دمشق الدولي قبل عام.
وبحسب مجريات المحكمة الدولية وما يتبين يوماً بعد يوم من خلال تحليل داتا الإتصالات والمواقع الخلوية والأدلة التي يقدمها فريق الإدعاء يومياً، فإن بدر الدين كان الرأس المدبّر لمجموعة الإغتيال والمخطط أيضاً إضافة إلى المتهمين الأربعة سليم جميل عياش وأسد حسن صبرا وحسن حبيب مرعي وحسين حسن عنيسي، وجميعهم ينتمون إلى الحزب، الذي كان قد رفض في وقت سابق تسليمهم إلى المحكمة الدولية واصفاً إياهم بـ «القديسين والمجاهدين والمقاومين الشرفاء»، كما جاء في خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله عند صدور القرار الإتهامي، والذي اعتبر فيه أن «هذه المحكمة وقراراتها وما ينتج عنها بالنسبة الينا اميركية اسرائيلية بوضوح، وبناء عليه نرفضها ونرفض كل ما يصدر عنها من اتهامات باطلة أو احكام باطلة ونعتبرها عدواناً علينا وعلى مقاومينا وظلماً لشرفاء هذه الأمة».
وفي الذكرى السنوية الأولى لمقتل بدر الدين، قرر الحزب استفزاز شريحة واسعة من اللبنانيين، حيث عمد إلى وضع صور له مع شعار الذكرى «شهيداً ومنتصراً» على طول الطريق الممتد من مطار بيروت الدولي إلى العاصمة، والذي يسلكه يومياً آلاف اللبنانيين القادمين إلى العاصمة والمغادرين منها إلى الخارج وإلى محافظة الجنوب، كما عمل على وضع صور له عند مداخل «نفق سليم سلام» في وسط العاصمة والذي يسلكه أيضاً يومياً آلالاف اللبنانيين. وهذا ما يشكل استفزازاً لأغلبية اللبنانيين، الذين يعتبرون بدر الدين من المتهمين الرئيسيين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكذلك أحد أبرز المشاركين والمخططين والمتورطين إلى جانب النظام السوري في الجرائم والمجازر الكيماوية وغيرها التي ارتكبت وترتكب في حق المواطنين السوريين يومياً في جميع المناطق والمحافظات.. فمن المنتصر.. وأين المنتصرون؟!