IMLebanon

لا رجوع الى الوراء

يطل اسبوع جديد آخر على «الأفكار» الحريرية التي تتفاعل أكثر فأكثر داخل «المجتمعات» اللبنانية على خلافها، تاركة «انطباعات» ايجابية في معظمها.

نقول في معظمها لأنَّ ما سُجِّل من «وقائع» يشير إلى تلك الايجابيات. ويمكن أن تكون ثمة آراء ومواقف سلبية. وهذا حقيقي وواقع أيضاً. إلاَّ أنَّ رقعة الاعتراض آخذة في الانحسار تدريجاً. ومن لا يلاحظ هذا الانحسار يكون غائباً عن وعي ما يجري على الساحة الرئاسية.

هل هذا يعني بالضرورة أننا مقبلون على انتخاب رئيس للجمهورية في الأيام التي تفصلنا عن موعد الجلسة المقررة في آخر الشهر أو في الجلسة تلك ذاتها؟ الجواب: ليس أكيداً. إنما الأكيد هو أنَّ «الحراك» الذي قاده سعد الحريري على امتداد شهر مضى كان له بريقه، وكان له تأثيره، ما لا يستطيع أحد أن ينكره.

طبعاً نحن لا نتحدث عن الإجماع. ومن نافل القول ان نردّد أن لا اجماع في الديموقراطية ومعها. ولكن دعنا من الديموقراطية الآن، ولنتواضع قليلاً للقول إنَّ الاعتراضات التي أخذت في الانحسار ماضية في تراجعها.. والايجابيات ماضية في تقدمها.

فهل من يُنكر أنَّ مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري قد طرأ عليها تحوّل، ولو في الشكل، بعدما أيقن دولته أنَّ هناك من أراد له أن يكون في مواجهة مع المسيحيين.. وهي مواجهة ليس فقط أنه لا يسعى إليها، بل أيضاً هو لا يريدها في المطلق؟!.

وهل مَن يفوته أنَّ الأصوات التي كانت عالية النبرة داخل تيار «المستقبل» بدأ صوتها يخفت الى حدّ التلاشي إما لأنَّ أصحابها اقتنعوا بأنَّ لا صوت يعلو على صوت سعد الحريري عندما يرفعه بالقرار النهائي.. وإما لأنهم أيقنوا أنَّ لا مناورة في الأمر.. وإما لأنهم اكتشفوا أن «الهوبرة» التي يعتمدها البعض لن يكون لها أي تأثير عندما «يجد الجد».. وأنَّ الانتخابات البلدية ليست «النموذج الصالح» الذي يُقتدى به ويقاس بمقياسه في الانتخابات النيابية؟!.

وهل من يتجاهل المناخ الايجابي الذي أوصلت اليه «أفكار» الرئيس سعد الحريري على مستويات عدة: بين تيار «المستقبل» والتيار الوطني الحر بعد طول مناكفة؟ وبين التيار الوطني الحر والرئيس نبيه بري بعد طول جفاء؟ وبين بري وغبطة البطريرك الراعي بعد نكرزات مشهودة تصدّت لها بكركي بحزم؟ وبين الجميع والجميع وكأنَّ هناك تقاطعاً على ترك الافكار – المبادرة تأخذ مداها ليُبنى على الشيء مقتضاه؟!.

إن المبادرة الحريرية حققت الكثير منذ بدايتها. وما تحقق يصب كله في خانة الايجابيات. وسيّان أكانت النتيجة الحاسمة وفق ما يأمله البعض وما يرجوه البعض الآخر وما يضمره البعض الثالث.. أو لم تكن وفق هذا وذاك وذلك، فهي قد أيقظت النيام عن الاستحقاق الرئاسي.. وهو حراك لن يتوقف قبل انتخاب رئيس للجمهورية يملأ الفراغ في قصر بعبدا.