Site icon IMLebanon

ما بين الدوحة والقاهرة مفاوضات مُتأرجحة وشروط… ورسائل عسكريّة متبادلة الصورة المرتقبة: لا هدنة ولا حرب… والكرة في ملعبيِ”الإسرائيلي” والأميركي 

 

لعلّ التصريح المقتضب الذي ادلى به رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي قبل ايام قليلة، بعد لقائه الموفد الاميركي آموس هوكشتاين ووزير الخارجية الفرنسية  ستيفان سيجورنيه، ومن ثم وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، يوضح فحوى الرسائل التي اطلقها الموفدون المذكورون الى المسؤولين اللبنانيين بضرورة عدم التصعيد، ومنع انزلاق لبنان نحو حرب مفتوحة مع “إسرائيل”، لا أحد يعرف مداها الزمني وتداعياتها على المنطقة، وبأنّ ما نتج من تلك اللقاءات لا يبشّر بالخير وفق جواب ميقاتي، الذي دعا ضمنه الى الالتزام بالصمت والصبر والصلاة، مما يعني ان لا نتيجة ايجابية لكل تلك الزيارات ولمفاوضات الخميس الماضي، التي جرت في الدوحة بين المعنيين بالحرب والوسطاء الاميركيين والقطريين والمصريين، الذي ألمح بعضهم الى بعض الثغر الايجابية من باب الطمأنة، بأنّ وساطاتهم قامت بخرق بسيط مرجّح ان يصل الى مكان افضل، فيما الحقيقة مغايرة لانّ الشروط أدت دورها بإتقان.

 

كما يمكن وصف تلك المفاوضات بالاستفزازية، وفق ما نقلت مصادر سياسية متابعة لما جرى في الدوحة، وأشارت الى أنّ المفاوضات ما زالت في اول الطريق ولم تحقق شيئاً لغاية اليوم، لان لا ثقة بين المفاوضين المحاربين وهذا شيء طبيعي، خصوصاً ان لا احد يثق بنتنياهو ومن ضمنهم الوسطاء. من هذا المنطلق، رأت حركة حماس أن لا نيّة جديّة لدى “اسرائيل” لوقف الحرب، وهذا يبرز بقوة من خلال الشروط التي يضعها. لذا فالضغط الاميركي على “اسرائيل” مطلوب بهدف فرض التسوية على نتنياهو، في المقابل هنالك مخاوف “اسرائيلية” من عمليات رد من قبل محور وحدة الساحات وخصوصاً ايران وحزب الله، وهما هدّدا بهذا الرد الحازم الذي سيفاجئ “اسرائيل”، إضافة الى ما تم توزيعه قبل ايام من مشاهد عبر فيديو لمنشأة عماد 4 الصاروخية الموجودة تحت الأرض وداخل الصخور، ما اطلق العنان للهواجس في “اسرائيل” من رد مزلزل، اذ اعتبر هذا “الفيديو”  كرد غير مباشر بالتزامن مع إجراء المفاوضات، الامر الذي أعاقها في ظل مطالبة الوسطاء في قطر بوقف اطلاق النار في غزة، الذي سيؤدي فعلياً الى وقف العمليات العسكرية على الحدود اللبنانية الجنوبية.

 

ورأت المصادر المذكورة بأنّ “الفيديو” المذكور أتى بمثابة رسالة مباشرة الى “اسرائيل” والى كل المعنيين، بأنّ رسائل التهديد التي ترسلونها لنا عبر الموفدين لا تخيفنا، لانّ اي ضربة استباقية “اسرائيلية “على لبنان ستلاقي رداً مناسباً وموجعاً، اما عملية الثأر لاغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر فله الحصة الكبرى وهو أت لا محالة، لكنه يخضع لعملية لعب على اعصاب “الاسرائيليين”.

 

واشارت المصادر الى انّ من يدعي حرصه على الاسرى ويشدّد على تنفيذ عملية التبادل، لا يستمر في ارتكاب المجازر اليومية في غزة والجنوب اللبناني، وما جرى قبل ايام قليلة يؤكد ما يطمح اليه نتنياهو، فيما تواصل الولايات المتحدة المزيد من كسب الوقت وإشاعة الاجواء الايجابية عن تلك المفاوضات، التي لم تخرج بعد بأي اتفاق خصوصاً من قبل “اسرائيل”، التي لم توافق على اي من البنود الواردة في ورقة حماس والتي قدمتها في 2 تموز الماضي، لا بل وضعت مزيداً من الشروط المستعصية وخصوصاً على بند المعابر، وفي طليعتها بقاء قواته في محوري فيلاديلفيا ونتساريم، إضافة إلى مطالبته بتسليم معبر رفح الى مدنيين فلسطينيين، لتبقى هذه الشروط العقبة الأكبر للتفاوض بين حماس و “إسرائيل”، في انتظار المفاوضات المرتقبة التي ستعقد على الارجح  يومي الاربعاء والخميس المقبلين في القاهرة لمتابعة مناقشات الدوحة، في ظل مخاوف من ان تؤدي كل تلك العقبات الى مزيد من الضحايا والدمار والخراب، اي تكون الكلمة الفصل للميدان.

واعتبرت المصادر أنّ هوكشتاين لم يكن جدّياً في محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين، اذ لم يحمل مبادرة بل رسالة بضرورة تأخير رد ايران والحزب على اغتيال القياديين شكر وهنيّة، فيما لم يُظهر الموفد الاميركي جدّية بلاده في الضغط على نتنياهو للتوصل الى وقف الحرب، بل بدا طرفاً مع “اسرائيل”.

 

ولفتت المصادر عينها الى انّ التسوية ليست قريبة بالتأكيد، والكرة باتت في الملعبين “الإسرائيلي” والأميركي، معتبرة أنّ الوضع اليوم هو لا هدنة ولا حرب، بل مواصلة ما يجري من عمليات عسكرية واغتيالات، لكن اتساع التصعيد مرفوض من قبل المجتمع الدولي، مما يعني انّ لا حرب اقليمية مرتقبة، على الرغم من وجود رغبة يسعى اليها نتنياهو لقصف المشروع النووي الايراني.