Site icon IMLebanon

لا حرب ولا سلم

يوماً بعد يوم يتبيّـن، كما يقولون، بالعين المجردة وبالإثبات الدامغ انّ «حزب الله» لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية وذلك لأسباب جوهرية بالنسبة له وهي:

أولاً- لا يريدون رئيساً يسألهم ماذا تفعلون في سوريا؟ ومن أعطاكم الإذن بالذهاب الى سوريا؟ ولماذا تورطون لبنان بالحرب الأهلية السورية؟ ولماذا على لبنان أن يكون طرفاً في تلك الحرب؟

ثانياً- لا يمكن لأي رئيس جمهورية أن يقبل بوجود فريق مسلح تابع لدولة غير الدولة اللبنانية، ذلك أنّ سلاح «حزب الله» تابع لولاية الفقيه وقد أعلن سماحة السيّد غير مرة أنه جندي في ولاية الفقيه.

ثالثاً- عندما يُسحب السلاح من «حزب الله» سيعود حزباً لبنانياً طبيعياً وليس حزب السلاح.

رابعاً- يتمسكون بالحجة بأن سلاح «حزب الله» هو سلاح مقدّس ولا يُسمح لأحد بأن يتكلم به قبل تحرير كامل الاراضي اللبنانية وفلسطين والقدس.

وحول موضوع سلاح «حزب الله» للتذكير فقط نقول إنّ أي شيء غير طبيعي لا يدوم ولنتذكر:

1- أيام المكتب الثاني كيف جاء الرئيس سليمان فرنجية وانتهى عهد المكتب الثاني.

2- المقاومة الفلسطينية… فبعد «اتفاق القاهرة» عام 1969 أصبح الفلسطينيون حكاماً للبنان وجاء الاجتياح العدواني الاسرائيلي لينهي الاحتلال الفلسطيني…

طبعاً لا تزال توجد بقايا المقاومة في المخيمات..

ثالثاً- الوصاية السورية بدأت فعلياً مع دخول القوات السورية عام 1976… ثم شُرّع هذا الوجود من خلال قوات الردع العربية ولكن ما لبثت أن انسحبت الجيوش العربية المشاركة في الردع باستثناء القوات السورية وحدها… حتى صدور القرار 1559 عن مجلس الامن الدولي، ويومها قال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع إنّ هذا القرار تافه… ثم بعد 3 أو 4 أشهر قال: إن هذا القرار يخص لبنان فإذا طلبت الحكومة اللبنانية منا أن نسحب جيشنا فعندها يمكن أن نبحث… بعد مدة وجيزة استشهد الرئيس رفيق الحريري في أبشع عملية اغتيال في تاريخ لبنان، وأعلن الرئيس السوري في 26 نيسان 2005، أي قبل أربعة أيام من مفعول القرار الدولي، انسحاب الجيش السوري من لبنان بعد 30 سنة من الوصاية.

نعود الى انتخاب رئيس للجمهورية لنقول إنّ طرح الرئيس الحريري الوزير فرنجية أحرج «حزب الله» الذي أخذ يتحدث عن تمسّكه بالجنرال ميشال عون… وهنا أوجّه سؤالاً الى الجنرال عون:

هل تصدّق يا جنرال أنّ «حزب الله» متمسّك بترشيحك؟ أكيد كلا! والتاريخ يثبت ذلك، دعنا نذكّرك بانتخابات الرئيس السابق ميشال سليمان، ألم يقولوا لك إنك مرشحهم، فلماذا تخلّوا عنك يومها؟!.

ويطرح البعض أنّ قائد «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع يمكن أن يذهب الى ترشيح الجنرال ميشال عون وهنا نقول للذين يفكرون في هذا الطرح إنّهم ينسون أنّ د. سمير جعجع لا يمكن أن يتخلّى عن مبادئه ألا وهي كيف يمكن أن يؤيّد أي مرشح تابع لولاية الفقيه… لذلك نقول للذي يفكر بأنّ الدكتور جعجع يمكن أن يتراجع عن مبادئه بأنه واهم وإلاّ لما بقي في السجن 11 سنة بعدما رفض عرضاً بأن يكون وزيراً لأنه كان يرفض الوصاية السورية.

أخيراً، اليوم نحن نعيش حال لا حرب ولا سلم وأنّ مبادرة الرئيس الحريري مجمّدة ولهؤلاء القول إنّه لا بد من عودة الى مبادرة الرئيس الحريري وأنّه في الأيام الآتية سوف نكون أمام خيارين:

الاول- عودة مبادرة الرئيس الحريري بزخم.

الثاني- مرشح توافقي.

والأيام الآتية سوف تؤكد ما نقوله اليوم.