الرئيس الاميركي دونالد ترامب يقول إنّه لا يريد الحرب ولكن إذا لم تستجب إيران الى المطالب الاميركية فسوف يجبرها على أن تتراجع.
من ناحية ثانية، آية الله خامنئي يقول إنّه لا يثق بالاميركيين، وعند التوقيع على الاتفاق النووي منذ خمس سنوات حذر من أنه لا يثق بالاميركيين ولكنه من أجل إيران فإنه وافق على الاتفاق.
أما الرئيس الاميركي فيقول إنّه لا يريد الحرب ويرسل حاملة الطائرات لينكولن و4 طائرات «ب-52» قاذفة و3 أسراب من طائرات F/35 أحدث طائرة في العالم، ويعزز أسطوله البحري بإرسال حاملة طائرات ثانية هي ايزنهاور.
ويضيف أنه يريد إعادة انتشار القوات الاميركية في المنطقة أي العودة الى المملكة العربية السعودية كما هي الحال قبل تحرير الكويت عام 1990.
وجّه الايرانيون استفزازاً عسكرياً ورسالة قوية الى أميركا عندما فجروا ناقلتي نفط سعوديتين واثنتين أخريين، ولم تكتفِ إيران بذلك بل أرسلت أربع طائرات DRO بدون طيار وقصفت «آرامكو» وهي رسالة خطيرة الى السعودية وإلى أميركا، بمعنى أدق أنّ إيران تتحدّى أميركا على صعيد إقفال مضيق هرمز ومنع مرور ناقلات النفط إذا لم يسمح بتصدير النفط الايراني.
السؤال الكبير هو ان التحديات والردود موجودة فلماذا لم تقع الحرب؟ بكل صراحة ووضوح ان أميركا لا تريد الحرب وأنها استبدلت الحروب الثقيلة حروب النار والحديد بالحرب الناعمة أي الحرب الاقتصادية هذا أولاً.
أمّا ثانياً: فأميركا لا تريد إنهاء إيران لأنها بحاجة إليها لكي تهدد بلاد النفط وتستغلها مالياً واقتصادياً، والأهم بيع السلاح، فإذا توقفت الحروب والاستعداد للحروب من سيشتري السلاح؟ لذلك يجب أن تبقى الخلافات والحروب قائمة في منطقتنا لأنها تعود بالأموال الضخمة للاقتصاد الاميركي وهذا معروف.
وهناك مثال لذلك: الحرب بين إيران والعراق التي استمرت طوال 8 سنوات وكلما تغلب فريق على الآخر تناصر أميركا الضعيف لكي تبقى المعارك مستمرة… وهذا ما حصل في «إيران غيت» عندما تفوّق العراقيون على الايرانيين ولكي يعود التوازن أرسلت أميركا من خلال إسرائيل أسلحة الى إيران لكي تعوّض خسائرها ولكي يعود التوازن بينها وبين العراق.
مرة ثانية عندما احتلت القوات العراقية الأحواز، بالمناسبة الأحواز أراضٍ عراقية محتلة من قبل الايرانيين كما هو الحال باحتلال إيران للجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى منذ أيام الشاه محمد رضا بهلوي والتي لا تزال تحتفظ بها بالرغم من مجيء نظام يدّعي الاسلام ويدّعي تحرير القدس.
مثال ثانٍ: حرب اليمن التي تورطت فيها المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية لأنّ الحوثيين أي إيران استطاعت تقريباً أن تحتل اليمن كله لولا تدخل السعودية والامارات عسكرياً لاستعادة عدن واسترجاع الشرعية بتعيين رئيس وتجميع الجيش اليمني تحت إدارة ورئاسة القوى الشرعية.
وهذه الحرب لم تحسم لأسباب عديدة أهمها أنه يجب أن تبقى مصدراً لشراء الاسلحة واستنزاف السعودية والامارات.
من هنا نقول إننا سوف نعيش لفترة طويلة حال لا حرب ولا سلم.