ليس غريبا ان تشهد مصر فورة اسلامية بعد الذي حصل هناك جراء الردة الاخوانية من غير ان يقترن ذلك بما حصل في تونس، لكن الامور عينها مرشحة لان تتفاقم في ليبيا التي تركت لوحدها مثلما حصل في سوريا والعراق اللتين تبحثان عمن يوطد فيهما الحكم، من دون حاجة الى ضربات اخوانية، تبقى اقل بكثير مما يفعله تنظيم «داعش» ومثله غير داعش حيث الامور مشدودة الى اسوأ بكثير من الذي حصل ويحصل في الرافدين!
الذين من هذا الرأي مطبوعة معارفهم بالالاف المؤلفة مما حصل في العراق وبعده في سوريا حيث الفلتان بلغ ذروته قتلا وتدميرا واغتيالا، لاسيما ان كل ذلك مرشح لان تتصاعد نتائجه، خصوصا ان شيئا جديدا في العراق وسوريا لا يبشر بانفراج قريب قياسا على المعاناة القريبة من الفلتان في ذروة ردود الفعل التي تقتصر على عد عدد الضحايا والخسائر اليومية؟!
واذا كان من سؤال عما حصل في مصر، فان احدا لا يشك بأن الجناة هم من الاخوان المسلمين الذين فقدوا الحكم بعدما وضعوا ايديهم على السلطة، وهذا مرشح لان يستمر طالما استمرت محاكمة الجناة الذين يعدون بالالاف ومثلهم من فر من مصر الى الخارج وتحديدا الى تونس والمغرب وليبيا، حيث لا يعقل ان تكون التفجيرات فيها وليدة صناعة محلية.
من هنا ثمة من يجزم بان هناك يدا غريبة – اسرائيلية بالتأكيد حيث تكمن مصلحة العدو الاسرائيلي بكل معاناة العرب انظمة وشعوبا، مع العلم ان ما سبق للبنان ان شهده من مجازر بين الاخوة جاء نتيجة الصراعات العربية التي لم توفر مترا من لبنان من غير ان تتدخل في شؤونه وهذه الحقائق يستحيل دحضها لاسيما بالنسبة الى البصمات التي اقترنت بها (…)
وجديد الجرائم المنتظرة على يد تنظيم «داعش» ما صدر بحق اهالي قطاع غزة الذين هددهم بأراقة دمائهم من غير ان يحدد الاسباب والموجبات فيما لم يقارب تنظيم «داعش» ولو في كلمة واحدة العدو الاسرائيلي الذي يبدو وكأنه محيد عن الجرائم التي يحفل بها العالم العربي، على ايدي من يدعون الاسلام والعروبة في وقت واحد!
ومن الان الى حين صدور رد فعل عن «حماس» لابد من القول انه في حال حصل ما هدده به تنظيم «داعش» فان حماس تكون قد ذهبت الى ما ليس منه بد، قياسا على ما ارتكبته بحق التنظيمات الفلسطينية الاخرى وفي مقدمها حركة «فتح» التي عانت بدورها من مظالم «حماس» التي منعتها من ان تمارس حياتها اليومية في كامل القطاع (…)
ومن هنا يفهم التقوقع الفلسطيني في طول العالم العربي، لاسيما ان كلمة واحدة لم تصدر عن الحكومة الفلسطينية، ليس لانها غير قادرة على رد الفعل بالكلام، بل لان الفصائل في زعامة محمود عباس لم تعد قادرة على ان تفرق بين عدو وصديق، فضلا عن ان العداء الداعشي قد اكد استعداده لان يضرب الاصدقاء والاعداء على السواء، ومثل هؤلاء اصبح الوضع في مصر على هيئة «داعش» و «النصرة» من غير حاجة الى من يتبنى الجرائم المرتكبة!
وثمة من يرى في هذا الصدد ان مصرع المدعي العام المصري بما في ذلك القضاء على عدد من العسكريين المصريين لن يعيد الاخوان المسلمين ان السلطة، وهكذا بالنسبة الى المجزرة التي ارتكبت في مدينة سوسة التونسية السياحية لكن ما هو مؤكد ان كل ضربة من النوع الذي نفذه الاخوان ستكون نتائجه وخيمة بالنسبة الى سمعة مصر وتونس من دون ان يعني ذلك نهاية الحكم (…)
وما يقال عن مذبحة سوسة، لا بد وان يقال مثله عن مذبحة المسجد في الكويت، حيث من الضروري ان يفهم المراقبون ان التفجير في المسجد شبيه بتفجيرات مماثلة حصلت في البحرين وفي السعودية وليس من يستبعد حصول مثلها في دول عربية اخرى من بينها لبنان، حيث ترددت معلومات عن ان الارهاب لا بد وان يضرب ضربته عندنا لاسباب سياسية ومذهبية غير محددة (…)
وعند القول ان مصر قادرة على استيعاب الصدمة، فان دولا عربية اخرى قادرة بدورها على ان تستوعب الاستهدافات فيها من غير حاجة الى ان تكون سوريا والعراق من بينها؟!