IMLebanon

“نوبل التعطيل”

أمس تحدث نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم فقال ان “جماعة 14 اذار يقولون انهم يريدون الدولة، ولكن في الحقيقة اذا اردنا ان نعطي جائزة نوبل للتعطيل فانهم أكثر من يستحقها، لانهم عطلوها في كل مراحلها”.

ليس واضحا ما اذا كان الشيخ نعيم قاسم يمارس لعبة الدعاية السياسية، أو يحاكي جمهورا بلا ذاكرة، او جمهورا من المؤيدين الذين لا يخالفونه الرأي في كل ما يقول أو يفعل، أو إنه مقتنع بأن ما يقوله جزء من الحقيقة. واذا كان الكلام من فضة والسكوت من ذهب احيانا، فإن التمادي في قلب الحقائق يكاد يجعل المقولات المتكررة حقائق لدى فئات واسعة من الناس.

ولا ضرورة للرد المباشر على نائب الامين العام في الكثير مما قاله وتحامل فيه على شركائه في الوطن، قبل ان يدعوهم الى ملاقاة يده الممدودة للتعاون، واذا لم يفعلوا فإن القطار سيفوتهم. هكذا يكون الحوار، بالتهديد والوعيد، تحت شعار النصيحة.

في رأي كثيرين من اللبنانيين انه يكفي تعداد مآثر فريق 8 اذار لتبيان الحقائق. واذا كانت قوى 14 ذار أخطأت مرارا، فإن ذلك لا يعطي الفريق الغارق في خطاياه حق المحاسبة. فالمعطل لأهم استحقاق يعني اللبنانيين اليوم هو “حزب الله” ومعه حليفه “التيار الوطني الحر” اللذان يقاطعان جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، فيدعيان حرصهما على الدولة والموقع، ويمعنان في نسف مقومات الجمهورية ورئيسها.

والاستحقاق الذي يحل في الدرجة الثانية هو حكومة المصلحة الوطنية التي لا غنى عنها، ولا بديل منها حاليا، في ظل الشغور الرئاسي وعدم توفّر آلية لتعيين أخرى بديلة، فإن من يعطلها هو “التيار الوطني الحر” وحليفه “حزب الله”.

واما الثالث في الاهمية، فهو مصادرة قرار الجمهورية بالذهاب الى القتال في سوريا حماية لنظام بشار الاسد، وبطلب ايراني، مما يجعل الحكومة معطّلة عن اتخاذ أي قرار امني في هذا المجال، لأن لا قدرة لها على تنفيذه على الارض، كما ان لا امكان لاتخاذ أي قرار لأن آلية التعطيل تتحرك في داخلها.

هذا عرض بسيط، ولا ضرورة للعودة الى التاريخ الابعد، و7 ايار 2008، وحرب تموز 2006، وقبلها وبعدها، وغيرها من المحطات التي تشير بوضوح الى هوية المعطّلين، وتجعلهم يستحقون تلك الجائزة بكل جدارة.