صاروا وزراء بالصدفة.
١١ وزيرا غابوا عن جلسة الموازنة العامة.
معظمهم من الاتجاهات كافة.
وأغلبهم ينتمون الى الأحزاب المشاركة في الحكومة.
فريق منهم اعتذر عن الغياب.
والآخرون غابوا ب الاستلشاق!
او بالصدفة… أو لعدم الانتباه.
والوزير… وزير. سواء جرى توزيره صدفة.
… أو لأسباب سياسية أو حزبية.
ولو كانت الجلسة الحكومية للبدء في مناقشة الموازنة العامة للبلاد.
والبلد… مرّ في عدة سنوات من دون أي موازنة.
والبلد على شفير الافلاس والانهيار!!
طبعا، لرئيس مجلس الوزراء كرامته.
ولصبره حدود.
وقد انتظر ساعة كاملة، قبل أن يرفع الجلسة.
والناس كانوا ينتظرون الجلسات الثلاثية للحكومة.
وكثيرون انتظروا أن تكون مثل ثلاثية نجيب محفوظ.
لكن النجيب حصل على نوبل للآداب وهم نالوا نوبل في الغياب.
***
الحقيقة انه عندما تشكّلت حكومة ثلاثينية استغرب الناس العودة الى حكومات أيام الوصاية، إلاّ انهم فرحوا بها، عندما رفعوا عدد الوزراء من ٢٤ الى ثلاثين وزيرا، بعد إسناد أدوار لكل وزير دولة.
… ولأن حكومة في عهد رئيس جديد، ينبغي أن تكون غير شكل عن سواها.
… وبوجود رئيس برلمان من طراز نبيه بري.
… وفي عصر الرئيس سعد الحريري.
عندما أسندت حقيبة وزارة الخارجية، في بدايات عهد الرئيس سليمان فرنجيه الى الوزير خليل أبو حمد، تساءل الناس عمن يكون هذا المحامي الذي سيتولى الحوار مع الأميركان والفرنسيين والانكليز والايطاليين ومع الدول العربية.
وقيل يومئذ ان الرئيس السابق للجمهورية شارل حلو نصح به.
إلاّ أن خليل أبو حمد كان من أنجح الوزراء، وبقي في قصر بسترس عدة سنوات.
وكان الرئيس الشهيد بشير الجميّل من أبرز الذين أشادوا بنجاحاته.
***
طبعا، الناس يعلقون أهمية خاصة على الحكومة الراهنة، لأن فيها وزراء مشهود لهم بمواهبهم، لكن غياب ١١ وزيرا عن جلسة واحدة مخصصة للموازنة العامة، كانت لطخة عار على جبين الحكومة الجديدة.
غير ان الدرس الذي برز في نهاية الأسبوع الفائت، يجب أن يكون درسا للجميع، لأن البلد لا يتحمّل الغياب في زمان العمل المطلوب سريعا ومن الجميع.