تميز العرب بالعلوم منذ ما قبل الاسلام، وربما يكون ايجادهم الصفر أهم انجازاتهم في علم الرياضيات، وقد أسس العرب علم الجبر على يد محمد موسى الخوارزمي. ويعتبر العرب أول من أدخل صناعة الورق الى أوروبا، اضافة الى علوم الطب التي يفاخرون بها مع الرازي وابن سينا، وهي انجازات دخلت التاريخ، ويبدو انها بقيت في صفحات الماضي، ولم، ولن تغادره الى المستقبل، بدليل ما نشهده اليوم من انحطاط وسيادة ثقافة الذبح والقتل وجهاد النكاح.
مناسبة هذا الكلام توزيع جوائز نوبل في مختلف المجالات. ولعل قراءة في الاسماء والارقام تظهر بوضوح مدى تخلف العرب في كل الاختصاصات. فقد حصل العرب على 8 جوائز نوبل أي ما يقرب من 0,95% من نسبة الحاصلين على تلك الجوائز، وذلك على الرغم من أن عدد سكان الوطن العربي بلغ 367,4 مليون نسمة، أي ما نسبته 5,2% من إجمالي سكان العالم.
ومن اصل الجوائز الثماني، خمس حصل عليها العرب هي “نوبل للسلام”، مع ما يعني ذلك من حسابات سياسية لا تدخل في واقع الانجازات الحقيقية التي تفيد البشرية جمعاء كما يحصل مع المخترعين في مجالات الفيزياء والكيمياء والاقتصاد.
حصل الرئيس المصري انور السادات على احداها عام 1978 لأنه وقع معاهدة كمب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل.
وفي عام 1994 منح الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات نوبل للسلام بالاشتراك مع شيمون بيريز واسحق رابين.
وفي تشرين الاول 2005 نال محمد البرادعي جائزة نوبل للسلام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومنحت الجائزة للوكالة ومديرها اعترافا بالجهود المبذولة من جانبهما لاحتواء انتشار الأسلحة النووية.
وحازت اليمنية توكل كرمان جائزة نوبل للسلام 2011 بالتقاسم مع الرئيسة الليبيرية إلين جونسون سيرليف والناشطة الليبيرية ليما غوبوي، وبهذه الجائزة أصبحت توكل خامس شخصية عربية وأول امرأة عربية تحصل على جائزة نوبل.
وحصل نجيب محفوظ على نوبل الآداب عام 1988 باعتبار أدبه واقعياً. وكان العربي الاول الذي حصل عليها.
اما الذين حققوا انجازات في مجالات حقيقية، فكان منهم لبنانيان، الاول عام 1960 وهو الطبيب البريطاني اللبناني بيتر مدور الذي تقاسم نوبل في الطب مناصفة مع الأوسترالي فرانك بورنت لاكتشافهما التحمل المناعي المكتسب، والثاني عام 1990 وهو الياس جيمس خوري الذي حصل على جائزة نوبل في الكيمياء لأبحاثه في تطوير نظرية ومنهجية التركيب العضوي. اما الثالث فهو الاميركي المصري احمد زويل عام 1999 الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء.
ربما تستحق هذه الارقام التوقف عندها وإعادة قراءة الواقع العربي الذي بدل ان ينتج بماله الوفير اختراعات تفيد الانسانية، قدم للعالم نتاجه الاحدث “داعش”.