Site icon IMLebanon

عقدة المصالح والتوافق

أبشع شيء غياب الموقف.

من حق الانسان أن يكون موالياً.

ومن حقّه أيضاً أن يلتزم المعارضة.

لكن، لكل موقف أصولاً.

ذلك، ان للموالاة شرعة.

وكذلك، فإن للمعارضة مبادئ وأصولاً.

كان الرئيس عادل عسيران، رئيساً للبرلمان، في عصر الرئيس كميل شمعون.

كما كان الرئيس صبري حمادة نجم المجلس النيابي في أيام الرئيس فؤاد شهاب.

لكن، في الشارع برلمان آخر، اضطر خلاله الرئيس حماده الى الاعتراف بنتائج الانتخابات التي قادت الى فوز الرئيس سليمان فرنجيه برئاسة الجمهورية.

وقيل إن الرئيس شارل حلو اتصل بالرئيس صبري حماده، وطلب منه اعلان النتائج التي سبقه الى اعلانها نائبه ميشال ساسين.

وتصرفات رئيس الجمهورية أنقذت الجمهورية من الانهيار.

***

في البلاد دستور.

وعندما يحترم الفائز والخاسر كلمته، يصبح القانون رمزاً لانتصار الحياة السياسية.

ولذلك، فإن احتدام الصراع، بين ٨ و١٤ آذار، يصبح النظام هو الفائز.

وعلى مدى نصف قرن تقريباً، حاولت الارادة السورية، أن تفرض نفسها على لبنان، لكنها وقعت في وهاد النظام.

وها هي سوريا الآن، وقعت.

لكنها، لا تستطيع الوقوف على قدميها.

وما حققه الرئيس حافظ الأسد، يعجز نجله بشار عن تحقيقه.

ومنذ اتفاق الطائف أواخر الثمانينات، فان عدم تنفيذه، وفقاً لنصوصه، والأسس التي قام عليها، ارتدّ سلباً على لبنان وسوريا في آن.

لذلك، فان الشعار السائد، بعد توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى ٥١ هو الامتحان العسير لسلامة الحقبة المقبلة.

ولعل وجود وزير خارجية ايران في لبنان الآن، دليل على المصير المرتقب لتسوية مطلوبة للأزمة اللبنانية.

ولعل وصول وزير خارجية أميركا جون كيري الى دول الغرب والشرق، هو من سيقرر الموقف الروسي، من مستقبل الرئيس بشار الأسد، معطوفاً على الموقف الايراني.

***

في حقبة السبعينات، كان السفير السوفياتي سولداتوف رمز الصراع بين روسيا والأميركان.

لكن الوزير كمال جنبلاط، كان ينفذ القانون في لبنان، وفقاً لمبادئ القانون، لا استجابة لمزاجيته.

ولعل انتصاره لمواقف خصمه الرئيس صائب سلام، في انتخابات جمعية المقاصد، أعطى انطباعاً بأن السياسة مبادئ لا عواطف.

وهذا ما يجب أن يدركه السياسيون الآن، في المرحلة الراهنة كما يقول الوزير السابق الدكتور ألبير منصور، وهو يعقّب على مجريات الأمور الآن.

… وما ينبغي أن يعتمده السياسيون، في مسألة التمديد داخل المؤسسات العسكرية.

ولعل استعداد الجنرال عون للنزول الى الشارع، وصراعه المعلن مع قائد الجيش جان قهوجي، من محاسنه لا من مساوئه، رباطة الجأش ولو طالت.

ويرى الوزير السابق جان عبيد، ان خصائص الحقبة الراهنة، شعور الجميع بحاجتهم الى التعقّل لا الى التطرّف.

ولعل مسارعة معظم النواب، الى الادلاء بمواقف عابرة للطوائف، دليل على ان الطبقة السياسية، مرتهنة لوجودها السياسي، لا لمصلحة الوطن المتماهية بين الأصالة والمبادئ.