ليس خافياً على احد ان مجمل التحركات السياسية القائمة في البلاد والتجاذبات حتى داخل الصف الواحد وصولاً الى الصوت العالي الذي يسمع بين الحين والآخر، كل هذا يصب في خانة المعركة الانتخابية المقبلة والاطراف كافة اعلنت بداية المعركة جزء منهم في السر والآخر في العلن، وتخشى مصادر نيابية من تعطيل امور الدولة الهامة والمشاريع الحيوية للناس بذريعة ان الوقت هو زمن الانتخابات، ذلك ان اي موقف او مبادرة او حتى تدشين مشروع يصب في خانة الانتخابات النيابية، ويبدو ان الانتشار اللبناني في الخارج يستقطب فقط زيارات من الاحزاب المسيحية بشكل حصري ابتداء من القوات اللبنانية الموجود رئيسها في استراليا وما قبله وجود الوزير جبران باسيل في معظم بلدان الاغتراب وكأن الانتخابات سوف تجري حصراً في المناطق المسيحية حيث تبدو الساحة الشيعية موحدة الرأي باتجاه لوائح انتخابية مشتركة وكذلك الساحة الدرزية المرتاحة لسير المعركة مع بعض الخروقات التي يتم تسجيلها بين زعيم درزي وآخر، اما الساحة السنية فيبدو انها تقترب من حيث التشنج من الساحة المسيحية.
وتقول هذه المصادر ان اعلان ترشيحات القوات اللبنانية استبق في بعض الدوائر اي امكانية للتحالف مع التيار الوطني الحرّ خصوصا ترشيح عجاج الحداد في جزين وادي ابي اللمع في المتن الشمالي وفادي سعد في البترون، في حين ان التيار الوطني الحرّ لم يرشح حتى الساعة اي شخصية في جزين او جبيل والبترون علماً ان زياد الحواط تم ترشيحه من قبل القوات في دائرة جبيل – كسروان ولكن لم تتضح بعد خيوط العلاقة الانتخابية في هذه الدائرة بين المهندس نعمت افرام والقوات اللبنانية حيث تخضع النقاشات الى العديد من المسائل بين الطرفين بانتظار الاسابيع المقبلة مع العلم ان الوقت متوافر لمعالجة الامور.
ويعتبر مصدر في الوطني الحر ان ترشيحات القوات اللبنانية جاءت متسرعة والوقت كان يسمح بالمزيد من التشاور بين القوات نفسها ومع التيار من جهة ثانية، ويؤكد ان هذه الترشيحات يمكن ان تكون نهائية في دائرة معينة وغير «مختومة» في دائرة جزين – صيدا على سبيل المثال حيث اختيار هذه الشخصية وهو عجاج الحداد جاء على خلفية عاجلة نظراً للتباين الحاصل في مواقفه وقال هذا المصدر ان هناك علامات سلبية لناحية النتائج التي يمكن ان يتم تسجيلها وفقاً للآتي:
– اولاً: العلاقة مع المكون الشيعي في منطقة جزين «مش زابطة».
– ثانياً: الروابط التاريخية مع قضاء صيدا تعتريها السلبية منذ عشرات السنوات ولم يتم طي هذه الصفحة حتى الساعة.
ولفت المصدر في التيار الوطني الحر الى ان دائرة جزين – صيدا تشكل بحد ذاتها معضلة وهي من اصعب الدوائر الانتخابية في لبنان.
– ثالثاً: مشكلة التيار موجودة مع صيدا ولكنها أسهل مما هي مع القوات اللبنانية وهناك «نقزة» في حقيقة الامر بين صيدا وجزين وهذا الكلام يجب البوح به دون مواربة كي يتم وضع الامور في نصابها.
ويلفت المصدر في التيار الى انه في غياب اي توجيه سياسي فان اي مرشح ليست لديه هوية سياسية «بيروح دعوسة» ووصف المشهد الترشيحي للقوات من جزين الى البترون بأنه صائب حتى الساعة في جبيل والبترون فقط أما باقي الدوائر فهناك عثرات واضحة ويجب الانتظار لمعرفة الترشيحات المتبقية.
وعن العلاقة القائمة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر يعمد هذا المصدر الى قسمين وفق الاتي:
أ- سياسياً هي موضع تقييم مع وجود وجهات نظر مختلفة يمكن ان تصل الى اعادة النظر في بعض النواحي.
ب- انتخابياً: لا شيء واضح في موضوع التحالفات. أبداً ومن الآخر «خود مني ما في شي»!!!
واعطى هذا المصدر في التيار الوطني الحر تشبيهاً للصوت التفضيلي في قانون الانتخاب الجديد واضعاً اياه في خانة من يفتش عن «البزاق» في الحقول والبساتين، وبما أن «البزاق» بطيء ولا يتحرك يصبح واجباً على المرشح ان يفتش عنه فجر كل يوم.