IMLebanon

كيف سيتّجه الصوت السنّي شمالًا وهل من مقاطعة؟

 

 

معظم المستقبليين شبّكوا مع ماكينات إنتخابية

 

قبل الأيام الفاصلة عن موعد الإنتخابات النيابية يوم الأحد المقبل، لا يزال الصوت السني مدار تساؤل، وكيف ستتّجه الأصوات في الانتخابات بشكل عام والصوت السني المستقبلي بشكل خاص، وهل هناك التزام كلّي بالمقاطعة التي دعا إليها الرئيس سعد الحريري؟

 

لطالما احتلّ تيار «المستقبل» على مدى سنوات لا سيما من العام 2005 بعيد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري المساحة الأكبر في التأثير بالصوت السني والناخب السني الذي كان يعطي التيار الأزرق دائماً الأرجحية والأكثرية لا سيما في المناطق ذات الغالبية السنية. وقد تحكّم «المستقبل» لسنوات بالصوت السني. فمنطقة عكار مثلاً فيها 7 نواب، أعطته 7 نواب جميعهم في دورتي 2005 و2009 ودائماً كان الصوت السني هو المرجّح لكون المستقبل كان يستحوذ على شعبية سنية تتخطى الـ70%. في العام 2018 حققت لائحة «المستقبل» 4 حواصل من أصل 7 ولو كان الإنتخاب حينها على القانون الأكثري لأمكن لـ»المستقبل» الحفاظ على نوابه السبعة في عكار. من الـ2018 إلى 2022 وما بينهما ثورة وانهيار اقتصادي، تراجعت شعبية التيار في الشارع العكاري كغيره من أحزاب السلطة، لكنّه وبحسب استطلاعات لا يزال يحظى في الشارع السني بنسبة تأييد تصل إلى 40%، والنسبة المتبقية لا يحتلّها حزب أو تيار واحد بعينه بالإضافة إلى وجود فئة من الطائفة السنية من ضمن هذه النسبة لم تعد تقتنع بكل الأحزاب.

 

وعليه، يمكن القول إن «المستقبل» لا يزال يملك قوة تجييرية كبيرة لا يستهان بها في الشارع السني ويمكنها أن تعيد الحواصل الـ4 لأي لائحة مستقبلية. لكنّ رئيسه قرّر المقاطعة من دون أن يصدر أي تعميم واضح للقواعد الشعبية بأن تقاطع أو تعمل في الإنتخابات. في البداية ظنّت هذه القواعد بأن الحريري سيلزمها بالمقاطعة إنما بدأت بعد أيام تتكشف معلومات عن ترشح شخصيات قيادية زرقاء من الصف الأول أو العمل مع اللوائح والمرشحين وهذا الأمر اتّخذت منه القواعد المستقبلية بطاقة سماح للعمل الإنتخابي.

 

في عكار وطرابلس والمنية والضنية، أي الدائرتين الشماليتين الأولى والثانية، لا بدّ من الإشارة إلى أن القسم الأكبر من محازبي التيار ومناصريه، يعمل في الماكينات الإنتخابية لدى المرشحين، في حين أن الذين لا يزالون على مقاطعتهم هم الفئة الأقل. وبالتالي لن يكون هناك تراجع كبير في نسب التصويت والتي يرجح أن تناهز 40% أو يزيد في عكار بينما كانت النسبة في 2018 قد بلغت 42%.

 

مصدر مستقبلي شمالي أشار لـ»نداء الوطن» إلى أنه «لو أدلى الحريري في هذا الأسبوع بتصريح ودعا فيه إلى المقاطعة أو حثّ على المشاركة وأنا أشك بذلك، فإن الأمر سيان، لاسيما أن معظم المستقبليين قد شبّكوا مع ماكينات إنتخابية لصالح مرشّحين في أغلبهم من الجو المستقبلي – الحريري، ولم يعد هناك أي إمكانية لتغيير الواقع».