لم تشهد السّاعات الـ48 الماضية بعد إقفال باب الترشيحات للانتخابات النيابيّة تبلوراً للتحالفات وتشكيل اللوائح في دائرة «الشّمال الثانية» (طرابلس والضنّية والمنية)، لا بل طرأت تعقيدات أدت إلى تأخير ولادة نواة اللوائح نتيجة تباينات بين مكوّناتها المفترضة.
الأبرز هو التعقيدات التي تواجه لائحة «المتمردين» على قرار الرئيس سعد الحريري عدم المشاركة في الانتخابات. «النواة الزرقاء» للائحة باتت شبه جاهزة، وهي تضم النائب السابق مصطفى علّوش والعضوين المستقيلين من المكتب السّياسي لتيّار المستقبل هيثم مبيض وربى دالاتي. إلا أن «عقدة القوات اللبنانية» تهدّد بعرقلة استكمال انضمام حلفاء إلى اللائحة، باستثناء نقيب المحامين السّابق في طرابلس فهد المقدم.
فبحسب معلومات «الأخبار»، «يعارض النائب محمد كبارة الذي يشكّل رافعة أساسية للائحة وجود مرشح للقوات إلى جانب نجله المرشح كريم كبارة، ولا يجد في ذلك مصلحة سياسية أو انتخابية له في مستهل مشواره السّياسي». علماً أن طابخي لائحة «المتمرّدين» الذين يقودهم الرئيس فؤاد السّنيورة والنّائب السّابق أحمد فتفت يميلون إلى التحالف مع القوّات، كما أن علوش من أكثر المتحمّسين لذلك، رغم النقمة الشعبية العارمة على رئيس حزب القوات اللبنانية في قاعدة التيّار في المدينة. ومعلوم أن كبّارة الأبّ كان النّائب الوحيد من كتلة المستقبل الذي عارض عام 2005 العفو عن جعجع في قضية اغتيال الرئيس الراحل رشيد كرامي، ونزل أنصاره العام الماضي إلى الشّارع لإزالة صورة لجعجع في محلة باب الرمل.
عقبة أخرى تواجه إعلان اللائحة تتمثل في غياب التمويل، بعد تراجع احتمالات قيام تحالف من تحت الطاولة بينها وبين مقرّبين من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، خصوصاً أن الأخير، كما تنقل مصادر سياسية، «أبلغ مقرّبين منه قدّموا ترشيحاتهم أنّه لن يدعمهم ما حمل بعضهم على العزوف ويرجّح أن يدفع آخرين إلى الانسحاب». ولفتت إلى أن ميقاتي قبل إعلان عزوفه «كان يعمل مع الرئيس فؤاد السّنيورة والمفتي عبد اللطيف دريان على تركيبة لملء الفراغ في السّاحة السنّية، على أمل أن تحظى بدعم سعودي كان السنّيورة يعمل على تأمينه. وعندما فشل الأخير في الحصول على الدعم، لم يشأ ميقاتي استفزاز الحريري ولا إزعاج السعودية وأبلغ من يعنيهم الأمر بالملف اللبناني في الرياض، قبل أيّام من عزوفه، أنّه لن يتدخّل في الانتخابات لا من قريب ولا من بعيد».
على مقلب آخر، تواجه مساعي تأليف لائحة مشتركة أو أكثر من مرشّحي المجتمع المدني عقبات عدّة. ورغم أنّ عدد المرشّحين في دائرة الشّمال الثانية بلغ 141، أكثر من نصفهم من مجموعات المجتمع المدني بكلّ تفرعاته، فإنّ أيّ نواة لائحة انتخابية لم تولد بعد، بسبب خلافات بين المجموعات والمرشّحين، وغياب الرعاة والممولين.