Site icon IMLebanon

الإنكفاء السنّي يُرخي ظلالاً ضبابيّة على انتخابات «الشمال 2»

 

 

لا يزال الغموض سيّد المشهد على صعيد المعارك الإنتخابية التي ستشهدها الدوائر الإنتخابية، حيث يشكّل الصوت السنّي بيضة القبان بالنسبة لزيادة وتعزيز حظوظ اللوائح المتنافسة، التابعة للأحزاب والتيارات الكبرى أو قوى المعارضة والتغيير والحراك المدني، وذلك في العاصمة أو في صيدا والبقاع الغربي أو بعلبك أو الشمال، حيث تكشف مصادر نيابية مواكبة، عن أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى تغييرات في التوجهات لدى الشارع السنّي، بمعزلٍ عن الموقف المقاطع المعلن من الرئيس سعد الحريري، والذي لا يزال حتى الساعة محازبو «تيار المستقبل» ملتزمين بها، وإن كانت قيادة التيّار الأزرق، تؤكد على أن المقاطعة هي للترشيح والدعم وليس للإقتراع.

 

وتشير المصادر النيابية المواكبة للحراك الإنتخابي في دائرة الشمال الثانية، والتي تضمّ مدينة طرابلس وقضاء المنية- الضنيّة، إلى أن المشهد الإنتخابي هذا العام يختلف بالكامل عمّا كان عليه في كل الإستحقاقات الإنتخابية النيابية السابقة، حيث تتنافس 11 لائحة على 11 مقعداً نيابياً. ولذا توضح هذه المصادر، أن «قوى التغيير» و»الحراك المدني» كما «المعارضة» والأحزاب، تتقاسم الأصوات والحواصل، وإن كانت خمس لوائح منها مكتملة فقط، وبالتالي فإن المنافسة ستقتصر بالدرجة الأولى بين مرشحي هذه اللوائح، علماً أن البعض منها لا يزال يراهن على تحولات سياسية قد تدفع باتجاه زيادة نسبة المشاركة والتي تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أنها قد تكون متساوية مع النسبة التي تمّ تسجيلها في انتخابات 2018 في دائرة الشمال الثانية.

 

وبالتالي، فإن نسبة المشاركة هي التي سترسم مسار المعركة في هذه الدائرة، على حدّ قول المصادر نفسها ، التي اعتبرت أن حظوظ «اللوائح التغييرية» تزداد مع ازدياد مستوى الإقتراع وتحديداً من قبل الناخبين السنّة، وهذا الأمر لن يتحدد بوضوح إلاّ بعد بضعة أيام، نتيجة اتضاح صورة المواقف السياسية العامة من الإستحقاق والرهان الشعبي على القدرة على التغيير، مع العلم أن هذا العامل ينطلق من تحركات المرشحين واللوائح الميدانية في طرابلس والمنطقة، حيث لا تتشابه الخيارات مع خيارات أي دائرة إنتخابية أخرى لأسباب متعددة أبرزها الأزمة الإجتماعية الحادة.

 

وانطلاقاً من هذه المعطيات، ترى المصادر النيابية المواكبة، أن الإنكفاء السنّي سيجعل من المعركة الإنتخابية الشمالية «باهتة»، إذ ستغيب عنها المنافسة القوية، ولكنها تستدرك بأن حصول أي تغيير مع اقتراب موعد الإنتخابات، قد يؤدي إلى زيادة حماسة الناخبين، خصوصاً في الشارع السنّي على وجه التحديد، وبالتالي فإن انقلاباً سيسجّل في مشهد الشمال الثانية، وقد تظهر مفاجآت في 15 أيار المقبل، لأن أبناء المنطقة سيعبّرون عن موقفهم سواء عبر المقاطعة ومن قبل كل الناخبين على اختلاف انتماءتهم، ذلك أن مطلب الإنماء الموعود منذ عقود لم يتحقق، ومن الصعب أن تمتلك اللوائح الحالية القدرة على إقناع أبناء طرابلس والشمال، بالقدرة على إحداث التغيير المطلوب والإنماء الموعود.