IMLebanon

كيم غاضب من بو حبيب

 

 

 

توقع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، أن ترتعب كوريا الجنوبية بعد إطلاق بلاده قمراً تجسسياً على متن «صاروخ فضائي» وأن تدعو سكان العاصمة سيول للنزول إلى الملاجئ.

 

توقع تنديداً أميركياً بخطوة «بيونغ يانغ» قبل تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي آدم هودج وتعهده حماية الأراضي الأميركية وأمن حليفتيه: اليابان وكوريا الجنوبية.

 

توقّع كيم ردود فعل الغرب الكافر.

 

توقع ترحيباً من منظومة الدول المستضعفة.

 

لكن ما لم يحسب له حساباً صدور موقف لبناني متحفظ. إستدعى كيم وزيرة خارجيته تشوي سون هوي على عجل. كان غاضباً جداً. ناولها التلفون وقال لها بالحرف الواحد: إتصلي بعبدالله بو حبيب وابلغيه بأنني مستاء جداً». ففعلت وهي ترتجف أمامه كالقصبة. مسكينة تشوي.

 

وكانت وزارة الخارجية والمهجّرين اللبنانية أصدرت بياناً أعلنت فيه عن «تحفظها على انتهاك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من خلال قيام كوريا الشمالية بإطلاق قمر اصطناعي عسكري في 27 أيار الحالي».

 

وشددت في البيان «على أهمية الحفاظ على الاستقرار في هذه المنطقة والتي تمثل مصلحة ومسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف المعنيين. وتؤكد أهمية التمسك بالحلول الديبلوماسية المبنية على الشرعية الدولية، واحترام قرارات مجلس الأمن، والتي تشكل الباب الوحيد لضمان السلم والاستقرار الاقليميين والدوليين».

 

رغم نشاطه الديبلوماسي المكثف، وتوليه العديد من الملفات الشائكة كملف النازحين السوريين. ورغم متابعته اليومية لتطورات الحرب في غزة ومراقبته مسار حرب المشاغلة، فعين بو حبيب مفتوحة على النصف الشمالي من شبة الجزيرة الكورية. ويرى متابعون أن البيان اللبناني شكل صفعة لكيم وهناك من يزعم أن الزعيم الكوري معشوق كل الأحياء في بلاده، ما كان ليعد بتكرار المحاولة لولا شعوره أن عبدالله استهدفه شخصياً بتأليب الرأي العام العالمي ضده.

 

ما كان ينقصنا، في خضم مآسينا، إلّا إغضاب شخصية أممية بحجم كيم. والأنكى أن لبنان لم ينسق خطوته مع أعز الحلفاء. فكيف نبرر كإحدى الساحات الممانعة هذه الخطوة الأحادية أمام وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالوكالة علي_باقري_كني؟ أين نخفي وجهنا بعد هذا البيان / الفضيحة؟

 

كيف أقدمت الخارجية على «التحفظ» فيما يعلم الجميع أن ما بين كوريا الشمالية وإيران علاقات ديبلوماسية وعاطفية أكثر من ممتازة وبين البلدين الشقيقين زيارات متبادلة وتعاوناً وثيقاً في الحقول الإقتصادية وفي مجال «الصواريخ» إلى تاريخ نضالي مشترك في اللعب بالنار وانتهاك حقوق مواطنيهما.