IMLebanon

لماذا يتحسَّر المتن الشمالي على تاريخه؟

 

 

 

الأديب أمين الريحاني، ابن الفريكة في المتن الشمالي، حين كتب كتابه «قلب لبنان»، ربما كان يفكِّر بالمتن الشمالي على أنه «قلب لبنان».

 

المتن الشمالي يذخر بالأدباء والشعراء والمفكرين والأطباء والمهندسين والمحامين والسياسيين ومؤسسي الأحزاب. يصعب أن تجد فيه منزلًا أو بلدةً أو عائلةً ليس فيه، وفيها، واحدٌ من هذه القامات الآنفة الذِكر، ففي السياسة، عاش المتن الشمالي عصراً ذهبياً في رجالاته على مدى القرن العشرين، وبدأ الأفول مع القرن الواحد والعشرين: من الشيخ بيار الجميل مؤسس حزب «الكتائب» في ثلاثينات القرن الماضي إلى انطون سعادة مؤسس الحزب «السوري القومي الإجتماعي»، في العقد عينه، إلى النائب الفذ موريس الجميِّل الذي إنجازاته «لم يمر عليها الزمن» على رغم غيابه منذ نصف قرن، إلى الدكتور ألبير مخيبر، إلى ميشال المر إلى نسيب لحود، إلى شاكر أبو سليمان الذي رفع الرابطة المارونية إلى مرتبة النضال حيث أسس مع الرهبانية اللبنانية المارونية، مع مفكرين ومؤرخين رافقوا «جبهة الحرية الإنسان» التي وُلِدَت من رحمها «الجبهة اللبنانية».

 

حين يقرأ أي متابع هذه الأسماء ويقارنها ببعض الأسماء اليوم، ترشيحاً وفوزاً، يضربه مسٌّ من الأسى والقهر، كأن لسان حاله يقول: «أين كنا؟ وأين أصبحنا؟

 

الشيخ بيار الجميل أسس أكبر حزب مسيحي في لبنان والشرق.

 

أنطون سعادة أسس الحزب العلماني الأكبر.

 

موريس الجميل قدَّم المشاريع الرائدة والباهرة.

 

ألبير مخيبر لعله النائب الأكثر جرأة في لبنان اثناء الوصاية السورية على لبنان، وهو الذي قال في جلسة عامة لمجلس النواب في ربيع العام 2001 «نطالب بإخراج الجيش السوري من ارضنا، خصوصاً في ضوء ما تعتبره سوريا اننا شعب واحد. فكيف ولماذا يبقى الجيش السوري؟ اعطونا مهمة واحدة للجيش السوري عندنا. ليس من سبب واحد لذلك».

 

نسي مرشحو «آخر زمان» أن المتن الشمالي احتضن «لقاء قرنة شهوان» الذي كانت له اليد الطولى، برعاية البطريرط صفير والمطران يوسف بشاره، في إطلاق الإستقلال الثاني.

 

أين رجالات المتن الشمالي اليوم؟ بين حديثي النعمة وقديمي النعمة؟ بين الذين يحاولون بالمال «شراء اللوحة الزرقاء أو الإحتفاظ بها».

 

هذا نائبٌ حالي يطلب مرجع كبير من أحد الأجهزة الأمنية أن يسعى لتأمين فوزه، ويُصر بالقول: «ما بدي غيرو».

 

وذاك «يُربِّح المتنيين جميلة» إذا ترشح ثم عزف عن الترشيح، لا يعرف هؤلاء أن الديموقراطية فيها فوز وفيها خسارة. لا يعرف هؤلاء أن الإنتخابات ليست «L›école des fans»، الجميع يربحون.