غرفة الشمال: ترويكا للحوار
كان رشيد كرامي قائداً كبيراً للوطن.
وزعيماً فذاً في طرابلس.
… وراعياً للمؤسسات ولحقوق العائلات.
وطوال حياته السياسية، حافظ على أن تبقى غرفة الصناعة والزراعة في الشمال لعائلة المنلا.
وان تبقى رئاسة جمعية تجار طرابلس للسيد جمال قرحاني.
وهكذا بقيت رئاسة الغرفة للسيد نجيب المنلا، شقيق رئيس الوزراء السابق الرئيس سعدي المنلا.
على أبواب المائة عام رحل نجيب المنلا، وظلّ اسمه الكبير ساطعاً في الشمال، انطلاقاً من عاصمته الفيحاء.
في الحقبة الأخيرة، رحل أيضاً رئيس الغرفة، واستمر المنصب خاوياً، بانتظار الخلف الذي تجمع عليه عاصمة الشمال، بعد استشهاد الزعيم الرشيد.
طبعاً، لا يولد رئيس للغرفة، بين لحظة وأخرى.
لكن الشمال ظلّ يحبل بالمولود ليهبط اسمه المناسب، في الوقت المناسب.
في زمان العطاءات، كان شاب يعطي في مجالات عديدة.
… ويلمع دوره المميّز في نادي ليونز الكورة، اسمه توفيق دبوسي.
حاول قادة الحركة الليونزية في المنطقة ٣٥١ لبنان، سوريا، اغراءه بمنصب الحاكمية.
لكنه تعالى على الاغراءات، وصبّ جهوده وراء ترشيح ليونز الكورة لزوجته السيدة فيات نجار دبوسي.
قبل ذلك اجتمع زعماء الشمال، وزراء ونواباً وقادة، وسلّم الأمانة بحضورهم، وهي عيادة طبّ العيون في أميون، بحضور وزير الصحة يومئذ سليمان فرنجيه.
انصرف توفيق دبوسي الى جهوده كأمين عام للمال، في غرفة طرابلس والشمال.
وعلى مدى سنوات، واظب توفيق دبوسي على أعمال تراكمت أمامه، في غياب رئيس الغرفة، وأعطاها ما تستحقه، وما تطلبه، ذلك ان الرئيس العام قد رحل الى الدنيا الأخرى، ولحقه نائب الرئيس.
أما أمين المال في الغرفة، فقد يعمل بصمت دؤوب، لاعلاء شأن الغرفة.
الوقت كان صعباً ودقيقاً أمنياً وسياسياً، والأعمال تتطلب حذاقة ودراية وحكمة.
إلاّ أن توفيق دبوسي حالفه النجاح.
وبقي أبو ياسر رمزاً للصبر والعطاء والتواضع.
قبل نحو شهر أو أكثر، هبط الاجماع الشمالي عليه، ورشحته غرفة الصناعة والتجارة، لمنصب الرئيس، ففاز بالاجماع بالرئاسة، هي مسؤولية صعبة، أكثر منها شرف وتشريف.
واختار معه رفاق درب طيّبين وناجحين في حياتهم وأعمالهم المهنية والاجتماعية.
وليس صعباً على من فتح أبواب داره للجميع، ان يفتح قلبه لنائب رئيس من عائلة شبطيني العريقة في طرابلس، ولنائب ثان للرئيس، هو ابراهيم فوز الذي تعوّد أن يفوز بثقة الأصدقاء والمعارف، والقيادات السياسية والاجتماعية.
وهكذا اكتملت الترويكا الشمالية، وارتفعت معالم النجاحات في عاصمة الشمال.
الترويكا الشمالية، لا تظهر بالصدفة، بل هي حصيلة جهود طويلة. لا بنت ساعتها والمفاجأة.
معه حق دولة الرئيس الشهيد، فقد كان رشيد عبدالحميد كرامي رجل الملمات.
وكان أيضاً يعرف مكامن النجاحات.
وليس غريباً حفاظه على رفاق الدرب، من الرئيس أمين الحافظ الى النائبين السابقين فؤاد البرط وهاشم الحسيني، والى الوجوه اللامعة الأخرى مثل سالم كبارة وموريس فاضل، وعبدالمجيد الرافعي.
غرفة للتنوع السياسي، هي التي تعبّر عن ارادة العيش الواحد، في مدينة التعايش وعاصمة الأخوة والإلفة والحوار