عام 2018 بلغت نسبة المشاركة في انتخابات دائرة الشمال الثانية (طرابلس-الضنية-المنية) 43.34 في المئة توزّعت على 8 لوائح بعدد أصوات معوّل عليها 146421 صوتاً. يبلغ عدد الناخبين المسجلين حاليًا 377534 ناخباً منهم 15237 ناخباً في الاغتراب، موزّعين على الدوائر الثلاثة كالآتي: طرابلس 10868 ناخباً، الضنية 3026 ناخباً، المنية 1343 ناخباً.
يتنافس في هذه الدائرة حاليًا 11 لائحة، وتأتي الزيادة في ارتفاع عدد اللوائح إلى عاملين رئيسيين هما:
1- الفراغ السني الذي تركه انسحاب تيار «المستقبل» من المعركة الانتخابية.
2- تأثير الحراك الذي انطلق في 17 تشرين الأول 2019 على وجود تخمة في المرشحين توزعوا على لوائح عدة.
3- نشاط المجتمع المدني في دائرة الشمال الثانية منذ الانتخابات النيابية الأخيرة في العام 2018 وكثرة الطامحين فيه.
الناخب الأقوى
يعتبر تيار «المستقبل» الناخب الأقوى في هذه الدائرة بحيث يمتلك كتلة صلبة لا تقل عن 25 ألف صوت، ما زالت اليوم معتكفة عن المشاركة في هذه المعركة التزاماً بالقرار السياسي للتيار، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على اصوات بعض المرشحين الذين حصدوا اصوات هذه الكتلة الصلبة عام 2018 بحيث حصد تيار «المستقبل» وتحالفه مع النائب محمد كبارة 5 مقاعد.
التحالفات الانتخابية في الدائرة وقدرتها التجييرية:
أبرز التحالفات في هذه الدائرة أتت كالآتي:
1- لائحة «للناس» والتي تضم تحالف كريم كبارة (نجل النائب محمد كبارة) مع شخصيات تدور في فلك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالاضافة الى مرشحة للحزب التقدمي الاشتراكي. تضمّ هذه اللائحة اوزاناً انتخابية تتتيح لها تَصدّر المشهد في هذه الدائرة مع بروز النائب السابق كاظم الخير في المنية، وكريم كبارة في طرابلس، بالاضافة الى كتلة وازنة لتيار «العزم» في طرابلس.
2- لائحة «لبنان لنا» التي تضم النائب السابق مصطفى علوش وشخصيات تدور في فلك تيار «المستقبل» منها النائب الحالي سامي فتفت. تعوّل هذه اللائحة على القدرة التجييرية لأصوات التيار تجاهها، وهذا الامر حتى اللحظة غير محسوم ايجابًا.
3 ـ لائحة «قادرين» وهي من اللوائح التغييرية.
4- لائحة «فجر التغيير» وهي من اللوائح التغييرية.
5- لائحة «طموح الشباب» وهي من اللوائح التغييرية.
6- لائحة «إنقاذ وطن» وتضمّ تحالف الوزير السابق أشرف ريفي مع «القوات اللبنانية» والنائب عثمان علم الدين وشخصيات طرابلسية. ترتكز هذه اللائحة على خطاب ريفي، وحيثية علم الدين في المنية، وبروز اسم المرشح بلال هرموش في الضنية، ونشاط ماكينة «القوات اللبنانية» في طرابلس.
7- لائحة «انتفض.. للسيادة والعدالة» وهي من اللوائح التغييرية وتضم شخصيات بارزة.
8- لائحة «الجمهورية الثالثة» والتي تضم مرشح «مشروع الجمهورية الثالثة» عمر حرفوش ومجموعة من الشخصيات الناشطة.
9- لائحة «التغيير الحقيقي» وتضم تحالف رئيس مؤسسة «ايهاب مطر للتنمية» الدكتور ايهاب مطر مع «الجماعة الاسلامية» بالاضافة الى شخصيات طرابلسية، وهي من اللوائح التغييرية الوحيدة التي لديها ماكينة انتخابية بدأت عملها باكرًا مُعتمدة على كادر تِقني يَمتلِك خبرة سابقة في ماكينات انتخابية اساسية في طرابلس، الامر الذي قد يسمح لها ان تدخل المنافسة على احد المقاعد الانتخابية في الدائرة.
10- لائحة «الاستقرار والانماء» التي يدعمها رجل الاعمال بهاء الحريري وهي من اللوائح التغييرية.
11- لائحة «الارادة الشعبية» وتضم تحالف النائب جهاد الصمد مع النائب فيصل كرامي، بالاضافة الى جمعية المشاريع الخيرية. وتعتبر هذه اللائحة من اللوائح التي تمتلك كتلاً صلبة وازنة وتحديدًا الصمد في الضنية، كرامي في طرابلس، جمعية المشاريع الخيرية، تيار «المردة»، الصوت العلوي الملتزم القرار السياسي لهذه اللائحة، وجورج شبطيني عن المقعد العلوي.
حجم الكتل الصلبة في الدائرة
يأتي تقدير الكتل الصلبة بناء على عدد من العوامل المرتبطة بنحو رئيسي بالمتغيرات التي دُرِسَت في الدائرة، وأهمها:
1- حجم القوى السياسية في الدائرة وتأثير مقاطعة تيار «المستقبل» للإنتحابات.
2- تبدّل المزاج الشعبي بسبب معايير متعددة أهمها (الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، الخطاب السياسي، الوعود الإنتخابية السابقة).
3- شرذمة الفريق الواحد على لوائح عدة، مِثال: اصوات الناخب السني، اصوات المجتمع المدني.
تتميّز دائرة الشمال الثانية بكثرة وجود الكتل الصلبة نظرًا للتنوع السياسي في الدائرة التي تجسّد حالة وطنية جامعة مرتبطة مباشرة بمنصب رئاسة الحكومة، وهي: تيار «المستقبل»، تيار «العزم»، تيار «الكرامة»، بالاضافة الى وجود ريفي.
أتى تشكيل اللوائح والشرذمة التي طرحت 11 لائحة كتوصيف حقيقي لغياب السياسة الصلبة في هذه الدائرة التي شهدت فراغا متفاوتا بين النسبي والكلي منذ انتخابات العام 2018 للاقطاب السنية، ففي وقت سابق لتشكيل اللوائح كانت نسبة اصوات الذين لم يحسموا خيارهم الانتخابي تفوق الـ45%، بدأت الخيارات السياسية تُضعف من حجم هذه الكتلة وتحولها اصطفافات ضمن اللوائح لتنخفض اليوم الى نحو 13.5%.
كل الكتل الصلبة هي رهن عمل الماكينات الانتخابية مباشرة والتي ترتكز في هذه الدائرة على القدرة التجييرية المرتبطة بالعامل المادي ارتباطاً وثيقاً بالاضافة الى بعض التوجهات السياسية، لأنّ المزاج الشعبي في هذه الدائرة لن يكون من السهل تحريكه في ظل الظروف التي يمر بها لبنان عموماً، وهذه الدائرة خصوصاً.
إن نسبة 20% من اصوات السنة المشتتة مرتبطة مباشرة بقدرة الماكينات الانتخابية على استقطاب المقدار المستطاع من هذه الكتلة الصلبة.
نسبة الاقتراع
ستكون نسبة الاقتراع ضمن الدائرتين (الضنية والمنية) مرتفعة وذلك استنادًا الى وجود اسماء عدة ستتقاسَم حصة تيار «المستقبل» من جهة، وانتشار ماكينات انتخابية مصغّرة يطغى عليها بمقدار كبير الطابع العائلي من جهة أخرى، فنجد مرشحين عدة من آل الخير وعلم الدين والصمد وهرموش، وجميعهم لديهم حماسة انتخابية عالية.
في طرابلس ستكون المنافسة من نوع آخر، بحيث سيكون عمل الماكينات الانتخابية وتبنّي المفاتيح الانتخابية نقطتي التحول في زيادة نسبة المقترعين، وبالتالي من المتوقع ان تكون نسبة الاقتراع متدنية في دائرة طرابلس.
توزيع المقاعد
وفي توزيع المقاعد على المرشحين، ونظرًا لوجود دوائر صغرى ضمن الدائرة فإن المقاعد ستتوزع في بادئ الامر في دائرة المنية، ثم الضنية، ثم طرابلس، بحيث يتم احتساب النسبة المئوية كالآتي: عدد الاصوات التفضيلية التي نالها المرشح مقسومة على عدد المقترعين في الدائرة الصغرى التي ينتمي إليها.
المنية
في المنية يبرز اسم النائب السابق كاظم الخير كأبرز المنافسين، لكن هذا الامر يحسمه نشاط الماكينات الرئيسية الأخرى كماكينة المرشح احمد الخير، وماكينة النائب عثمان علم الدين الذي يتقاسم اصواته مع نجل شقيقه نبراس علم الدين المرشح في لائحة أخرى.
الضنية
قد يكون احد مقاعد الضنية شبه محسوم للنائب جهاد الصمد، فيما تشتد المنافسة على المقعد الثاني في هذه الدائرة أمام النائب سامي فتفت الذي يتعرض لمنافسة شديدة من زميله في اللائحة عبدالعزيز الصمد، ومن مرشحَين من آل هرموش هما بلال وبراء هرموش، ومن المتوقع ان تكون معركة الضنية على المقعد الثاني من اشد المعارك في لبنان.
طرابلس
يوجد في دائرة طرابلس 8 مقاعد، منها: 5 مقاعد للسُنّة، مقعد ماروني، وآخر ارثوذكسي وثالث علوي. وأصحاب الكتل الصلبة الرئيسة الناشطة ماكيناتها حاليًا في طرابلس هم: كريم كبارة، اشرف ريفي، فيصل كرامي، كتلة تيار «العزم» في حال صَبّت لمرشح سني، مصطفى علوش، ايهاب مطر، مرشح «الجماعة الاسلامية» عزام الايوبي، مرشح «جمعية المشاريع الخيرية» طه ناجي. وجميع هذه الاسماء ستتنافس على المقاعد الخمسة السنية في حال كانت لوائحها تمتلك حاصلاً عند عملية توزيع المقاعد ضمن دائرة طرابلس. وبالتالي المنافسة هنا متنوعة بين اللوائح، وبين المرشحين البارزين ضمن كل لائحة.
على المستوى الشعبي إنّ المرشح كبارة يمتلك قاعدة شعبية تسمح له بضمان مقعد، كذلك هي حال كرامي بالاضافة الى مرشح سني ينال اصوات تيار «العزم». اما المقعد الرابع فمن المرجّح ان يكون لريفي، ويبقى المقعد الخامس الذي ستشتدّ عليه المنافسة بين المرشحين علوش ومطر والايوبي وناجي. هذه المعادلة هي الابرز في حسابات القانون المتعددة، لذلك هناك ترابط بين حسابات المقاعد المحجوزة ضمن اللائحة والمقاعد التي من الممكن ان يتم التنافس عليها من المرشح عينه، فتكون مصلحة المرشحين في دائرة طرابلس عدم حصد زملائهم في دائرتي الضنية والمنية مقاعد لهم لكي لا تنخفض حظوظهم في حصد مقعد في طرابلس، في حال نالت لائحتهم مقعدا واحدا على سبيل المثال لا الحصر.
أما المقاعد الثلاثة المتبقية (ماروني، علوي، روم ارثوذكس) فستكون نتيجة عملية توزيع بقية الحواصل بحسب حصة كل لائحة، وهنا من الممكن ان يخرج قسم من المرشحين من المنافسة على رغم نَيلهم اصواتاً اكثر من منافسيهم على المقعد عينه في حال كانت لائحتهم قد اكتفت بالعدد المسموح لها بناءً للحواصل التي حصلت عليها، لذلك ستكون المنافسة على هذه المقاعد مفتوحة بين جميع المرشحين القوي منهم والضعيف الذي قد يحالفه الحظ بسبب خصوصية القانون.
اما المقعد العلوي فيتعلّق مباشرة بوجهة الصوت العلوي المرتبط بالقرار السوري من جهة (في حال حصلت اللائحة الموجود فيها على مقدارٍ كاف من الحواصل لكي ينافس صاحب المقعد) وقدرة النائب الحالي علي درويش في المنافسة على هذا المقعد اذا تبقّى للائحته حواصل تسمح له بالمنافسة، والّا سيكون المقعد العلوي لمرشح لديه عشرات الاصوات.
اما المقعد الماروني فستكون المنافسة قوية عليه في هذه الدائرة نظرًا لوجود اسماء تمتلك بُعداً شعبياً او ماكينات مخصصة ضمن الساحة السنية، وهم: الياس خوري، سليمان عبيد، جورج شبطيني، طوني شاهين.
وبالنسبة الى مقعد الروم الارثوذكس فهو مرتبط بمقدار كبير بما سيتبقى من حواصل، نظرًا لعدم وجود كتل صلبة ناشطة لهذا المقعد.