Site icon IMLebanon

الشمال عاصمة الحوار

غداً، اليوم الأخير، قبل انطواء الفصل الأخير من الانتخابات البلدية.

والأحد نهاية أسبوع، وبداية عهود.

قبل مئوية العهود الغابرة، ظهرت، ربما بخفر وحياء، قرون مشدودة الى ماضٍ سحيق، لكنها تركت دروساً لمستقبل جديد.

الأخطاء تراكمت.

والاصلاحات ظهرت.

ولبنان الجديد ليس فيه شيء نافر، إلاّ العودة الى القديم بكل أساليبه والأخطاء.

من المجازر الأرمنية الى المناخات السياسية، وصولاً الى لبنان وما تكتنفه من أحداث فتنوية.

طبعاً، لا أحد مع الفتنة الماثلة الآن بين الشيعة والسنّة.

ولا أحد يوافق على الصراعات المسيحية.

ولا أحد أيضاً موافق على الجفاء والخصام بين هذه الطائفة أو تلك.

لكن، في لمحة بصر كانت الفتنة تنقشع غيومها وتزول ويحلّ التصالح مكان التخاصم.

إلاّ أن الفتنة الكبرى، هي غياب التعقّل وانحسار التفاهم.

وما ظهر في نهاية القرن العشرين، هو الانحطاط الذي لا ينحسر بسهولة، لأن شيوع البغضاء كان نهاية التعقل، مع استقبال القرن الواحد والعشرين.

هل ما يحدث الآن بين الطوائف، ميسور بسهولة؟

لا أحد يتقبّل حرب الكراهية السائدة، ولا أحد يتصور عالماً في عصر المكابدة للأرزاء والأحقاد، وابادة رجال الطوائف، في لحظات المحبة بين الطوائف سابقاً.

هذا، ليس هو العالم الذي عرفه الناس، ولا هو عالم التفاهم بين داعش والنصرة والانسانية المتطلعة الى نبذ ما لا يريده أهل الكتاب.

***

غداً الأحد هو الفصل الأخير، بين انتخابات بلدية، وإصرار على الحضور السياسي الى جانب الوجود العلماني.

لا أحد يخاف على ضمور الفساد، في بلد يجتاحه الفساد.

ولا أحد إلاّ ويستنكر جنوح الانسان الى البغضاء.

لكن، لا أحد أيضاً إلاّ ويعتبر الصراع بين أمل وحزب الله واتفاقهما حيناً وخلافهما أحياناً، إلاّ بداية خير، من جزين الى بعلبك.

ولا يسيء الى المستقبل أن يكون سمير الجسر ونهاد المشنوق في جهة وأشرف ريفي في جهة أخرى.

انه التنوّع بين أهل الفريق الواحدد، والجبهة الواحدة.

ولا أحد أغضبه تحالف معراب، ولا الخلاف أحياناً بين الرئيس ميشال عون والدكتور سمير جعجع.

إنه التنوع السياسي الذي يمهد لولادة التعارض المقبول ضد التحالف المرفوض.

والأمل كبير بأن يعطي الشمال غداً دروساً في المصالحة والمناصفة كما ظهر في بيروت وصيدا وزحلة وكما يؤمل ظهوره في القبيات وتنورين.

حق التباين مقدس، وواجب الحوار مقدس.

وهذا هو الاحتمال المنتظر غداً الأحد!!