بالرغم من الهدن المعلنة في الحرب على قطاع غزة، لا يزال “الاسرائيلي” يتحدث عن نياته العدوانية تجاه القطاع، وآخرها ما تم إقراره يوم الأربعاء ليلاً من خطط عسكرية لاستكمال التوغل البري، وبات واضحاً أن الوضع في جنوب لبنان مرتبط بما يجري في غزة، هذا في الأصل والمبدأ، ولكن هناك المزيد على هذه الجبهة، إذ لم يعد ممكناً الحديث عن انتهاء الجولة الحالية من المعركة دون تحقق أحد أمرين: إما الحرب، وإما اتفاق دولي كبير.
عندما يتحدث “الاسرائيلي” عن الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، فإنه يتطرق الى حلول ثلاثة أو خيارات ثلاثة:
– اندلاع حرب شاملة مع حزب الله.
– القيام بعملية عسكرية محدودة وغير مفتوحة، لمحاولة إنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي اللبنانية.
– تطبيق القرار 1701، الذي حمله الموفدون الدوليون الى لبنان، وآخرهم المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان.
في هذا السياق، تشير مصادر متابعة الى أن المنطقة اليوم تسير في سباق بين الحرب والاتفاق، كاشفة أن “الديبلوماسية الاسرائيلية” تسوّق في عواصم القرار لضرورة خوض الحرب ضد حزب الله في لبنان، والسبب الذي يتذرع به المسؤولون “الاسرائيليون” هو الخشية من تكرار ما حصل في مستوطنات غلاف غزة في المنطقة الشمالية لفلسطين المحتلة، لذلك يقولون ان الهدف هو “طرد” مقاتلي المقاومة من المناطق الحدودية، تماماً كالفكرة التي يتباحث فيها الأميركيون مع “الاسرائيليين” بخصوص “طرد” المقاومين الفلسطينيين من غزة.
تطلب “اسرائيل” من مجلس الأمن التحرك لتطبيق القرار 1701، وهو ما كان لبنان قد طبقه مع انتشار الجيش اللبناني على الحدود، ولم يحترمه العدو الاسرائيلي إطلاقاً، حيث كان يخرقه يومياً عشرات المرات منذ العام 2006 حتى اليوم، وهذا المطلب جاء به لودريان وقبله آموس هوكشتاين الى بيروت، والرجلان سمعا الجواب نفسه من المعنيين، وهو أن تعديل الاتفاق غير مقبول، وتطبيق الاتفاق بشكل كامل يقع على عاتق “الاسرائيلي”.
يحاول المبعوثون الدوليون الى لبنان تغليف مطلب “إبعاد” حزب الله عن الحدود، بحديث عن ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، وآخر حول الترسيم البري للحدود، وهو مطلب اللبنانيين بمكان ما، ولكن الصدام سيحصل عندما لا تتطابق النظرة اللبنانية للقرار 1701 ومندرجاته مع المطالب “الاسرائيلية” المستحيلة، وبحسب المصادر فإن هذا الواقع يعني أن خيار الحرب في لبنان لا يزال قائماً الا اذا، وهو مرجح، قبلت “اسرائيل” الواقع والموافقة على تثبيت نقاط الترسيم البري المختلف عليها، لكونها غير قادرة على شن حرب دون رضى أميركي كامل ودعم غربي.
يطلب الغرب من لبنان المضي في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل السلطة من جديد، وهو ما يشبه ما ستقوم به “اسرائيل” بعد توقف الحرب، ويعتبر أن الحاجة ضرورية اليوم لفعل هذا الأمر، لأن السلطة الجديدة ستتعامل مع مسألة الحدود وترسيمها وما قد تتضمنه الاتفاقات، علماً أن المعني الأساسي بأي اتفاق يخص لبنان هو حزب الله.