بلغ التوتر مداه، أمس، في عدد من مناطق الشمال، إثر إعلان وزير البيئة فادي جريصاتي عودة العمل في مطمر تربل، بالتزامن مع مواكبة كبيرة من قوى الأمن الداخلي والجيش لشاحنات النفايات من زغرتا الى المطمر لإفراغ حمولتها
لم تكتمل فرحة أبناء المناطق المحيطة بمطمر تربل بالوعد الذي قطعه رئيس الحكومة سعد الحريري بوقف العمل في إنشاء مطمر في بلدة تربل لحل أزمة النفايات المتراكمة في شوارع أقضية الشمال منذ نحو أربعة أشهر، إذ سرعان ما تبيّن أن فترة التوقف عن العمل كانت محاولة لامتصاص غضب الأهالي، قبل أن تعاود الآليات والجرافات عملها في المطمر، في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس، في ظل مواكبة أمنية مشددة، حيث عمد عناصر الجيش وقوى الأمن الى قطع الطرق المؤدية الى المطمر من الجهات الأربع لمنع المعترضين من الوصول اليه، وأجبروا المحتجين على فك اعتصامهم إفساحاً أمام شاحنات النفايات لإفراغ حمولتها من دون اعتراض.
«حرب أهلية» بكل معنى الكلمة دارت رحاها على مواقع التواصل الإجتماعي بين أبناء المنية ومرياطة وحيلان ومركبتا من جهة، وأهالي زغرتا وبشري من جهة ثانية، فيما انفجر الغضب الشعبي سلسلة من الاعتصامات الشعبية واكبها قطع طرق وإحراق دواليب. وعمد أهالي منطقة مرياطة وحيلان الى تحطيم شاحنات محملة بالنفايات من الضنية ومنعوها من إكمال طريقها الى المطمر. وقطع أهالي المنية أوتوستراد المنية الدولي مؤكدين أنهم لن يقبلوا بتحويل منطقتهم مكباً لنفايات بقية الأقضية.
في المقابل، غاب نواب زغرتا عن السمع تماماً، علماً بأن النائب عثمان علم الدين أكد سابقاً لـ«الأخبار» أنه سيرفض أي مكبّ ينشأ في المنية «ولو اضطرني ذلك الى الوقوف وحدي في الشارع».
بيان تبريري لقوى الأمن الداخلي إثر اعتداء دركي على شقيقته بالضرب
وحده النائب جان عبيد أصدر بياناً رفض فيه «إقامة مطمر يؤدي الى تلويث ثروة المياه الجوفية في تربل»، وأعلن أنه أجرى اتصالات ببلدية علما لإقفال معبر البلدة أمام شاحنات النفايات المتوجهة الى تربل، لأن «من غير المسموح أن تكون علما ممراً لما يتسبّب بضرر الناس وبتهديد سلامتهم».
من جهته، وزير البيئة فادي جريصاتي أكد في مؤتمر صحافي أنه «في كل مكان نبحث فيه عن حلّ نجد معارضة وعلينا أن نختار بين مصلحة الأكثرية ومصلحة الأقلية، وأن نختار الموقع الأقل ضرراً، ولن نساوم على مصلحة الشعب الذي عليه أن يعطينا فرصة».
الى ذلك، انتشر أمس فيديو يُظهر اعتداء أحد عناصر قوى الأمن الداخلي على إحدى المعتصمات ضد مطمر تربل، ما أدى إلى موجة غضب لدى المواطنين الذين طالبوا وزيرة الداخلية ريا الحسن بالتحقيق في الأمر. وعلقت قوى الأمن الداخلي في بيان (حمل نبرة تبريرية للجريمة) أنه «بعد تداول وسائل التواصل فيديو يُظهر عنصراً من قوى الأمن يقوم بالتعرّض لسيّدة، تبيّن أنّه أثناء تنفيذ مهمة حفظ أمن ونظام، تفاجأ باعتراض شقيقته سير الدورية بالقرب من منزلهما في علما ــ زغرتا فحاول ردعها من دون أن تستجيب فصفعها، طالباً منها العودة إلى المنزل. التحقيق جارٍ بإشراف القضاء»! وغرّدت الحسن على «تويتر» بأنها طلبت فتح تحقيق «ولو أن السيدة المعتدى عليها هي شقيقة العنصر الأمني، لأن هذا لا يجيز له ضربها».