IMLebanon

الحنين الى الامبراطوريات

يبدو أنّ بعض الدول الذي كان عظيماً في قديم الزمن ينتابه الحنين لأن يلعب الدور ثانية ناسياً أو متناسياً الأهم ألا وهو أن عقارب الساعة لا تعود الى الوراء.

على سبيل المثال تحاول إيران منذ العام 1979، غداة عودة آية الله الخميني الى طهران وتسلمه الحكم بعد طرد الشاه… أن تستعيد الامبراطورية الفارسية وعاصمتها طهران، ولو تحت تسمية إسلامية.

وفي البداية اصطدم هذا المشروع بمشروع صدّام حسين الذي تصدّى لهذا الحلم بكل قواه… فكانت الحرب بين البلدين التي استمرت ثماني سنوات.

رحل الخميني واستمر نظامه يسير على خطاه في الحلم ذاته… وما السعي المكلف الى القنبلة النووية الايرانية (مع شكنا أساساً في إنتاجها إيرانياً) إلاّ في سبيل اللهاث وراء تلك العظمة الفارغة، فراحت تمد نفوذها الى دول الجوار وبالذات الدول العربية تحت شعار «حدودنا الى المتوسط» ونحن نحكم أربع عواصم عربية…

ولكن هذا المشروع سينهزم!..

وكما رحل الخميني سيرحل خلفاؤه في النظام الايراني.

وسيعود اليمن دولة عربية،

وستبقى سوريا دولة عربية،

وسيبقى العراق دولة عربية،

وسيبقى لبنان للبنانيين.

وتلك إرادة الشعوب وعبرة التاريخ.

ويبدو أنّ الورم الايراني أصاب بعدواه تركيا، حيث نجح «حزب العدالة» بزعامة رجب طيب اردوغان في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والنمو، وهذا أهّله لمضاعفة شعبيته في الداخل وأعطاه صدقية في الخارج… ولكن عصفت في رأس أردوغان رياح العظمة فنصّب نفسه أمبراطوراً غير معلن… لاجئاً الى مظاهر العظمة والفخفخة ما أثار سخرية العالم كله، بدليل ما تناوله به الإعلام في مختلف الأنحاء بانتقادات كبيرة…

ولم يكتفِ باستعادة الامبراطورية العثمانية، بل أراد أيضاً أن يستعيد دور ولقب خليفة المسلمين… وهذا ما أثار ويثير حفيظة المسلمين ليس فقط في العالم العربي بل في العالم الاسلامي عموماً.

باختصار: لقد دالت دولة الامبراطورية الفارسية،

ولقد دالت دولة الامبراطورية العثمانية،

ولقد تحررت الشعوب،

وسيأتي يوم غير بعيد تعود فتنبت في هذه الارض المشرقية الخصبة نبتة العروبة التي لم تدّع يوماً، حتى في عز دولتها، أنّها امبراطورية تقوم أركانها على الظلم والعسف والجور.

عوني الكعكي