IMLebanon

ليست مسألة للتسلية  

 

 

منذ ٣ -٤ أشهر ولا كلام في أجهزة الإعلام وعلى شاشات التلفزة وأثير الإذاعات سوى عن الموازنة – التصنيف، وسعر الصرف، وسندات الخزينة(…) نشرات الأخبار كلها يستأثر فيها موضوع واحد: الليرة ومدى تأثرها بالتطورات، وتصنيف لبنان من B- الى C الى CCC…

 

في يوم واحد «لعب» بعض الصيارفة بسعر صرف الليرة فارتدت عليهم سلباً في اليوم ذاته… وأدركوا أن الليرة خط أحمر وأنّ سياسات وهندسات مصرف لبنان تحميها.

 

ولقد أصبح التلفزيون يطلق يومياً منظِّراً جديداً تحت تسمية خبير وباحث في الشؤون الاقتصادية والمالية والهندسات المالية الخ… وهو يطلع علينا بالتنظيرات والاجتهادات وبعضها لا يركب على قوس قزح.

 

قديماً قال لي مسؤول كبير «مهضوم»: إذا الدولة استدانت شو بيصير؟ هل يفلّسونها؟ ثم الدولة لديها أملاك لا تُـحصى ولا تُعد.

 

علمنا التاريخ أنه بعد الحرب العالمية الثانية خرجت بريطانيا مفلسة فذهبت الى الـB.O.T مثلاً: السكك الحديد تُلزّم الى إحدى الشركات لفترة زمنية محدودة لقاء مبلغ مقطوع، وبعدها تعود المنشآت والشركة الى ملكية الدولة.

وفي مصر استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يشق قناة السويس الثانية في سرعة غير مسبوقة، وهي أحد أهم الإنجازات الانشائية في هذا العصر… وقد تناولتها غير مرة في افتتاحيات سابقة.

 

وفي المطار نذكر تركيا فقد افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مطار إسطنبول الجديد الذي يعتبر الأكبر في العالم، وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ٨٥ لتأسيس الجمهورية التركية، فما هي أبرز مميزات هذا المطار الذي أنشئ بتمويل أجنبي خالص، ولم تصرف الحكومة ليرة تركية واحدة في إنشائه، متبعة نظاماً يعتمد على مبدأ B.O.T، حيث ستشغل الشركة التي أنشأت المطار لـ25 عاماً، لتحيله عقب انتهاء المدة للدولة التركية، والدولة ستقبض طوال فترة التشغيل، إذ أنّ الشركة تدفع لتركيا مقابل تشغيلها للمطار لـ25 عاماً، مبلغاً وقدره 22 ملياراً و152 مليون يورو.

 

– تبلغ المساحة التي أنشئ فوقها المطار ما يقارب 76.5 مليون متر مربع، إذ يخدم في المرحلة الأولى من إنشائه 90 مليون مسافر، حيث يصل هذا العدد مع الانتهاء التام من الإنشاء الى ما يقارب 200 مليون مسافر.

 

فالمطلوب التوقف عن اعتبار كل شيء مادة للتسلية واللهو… بإمكانكم أن تتلهوا بالكهرباء والماء والطرقات والنفايات (…)، على أهمية هذه كلها… ولكن حذار اللعب بالليرة والنقد، ولنشكر الله على وجود حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة الذي يسهر على حماية الليرة، ومع احترامنا للجميع فإنّ وجوده في موقعه متوافقاً مع الدكتور سليم صفير رئيساً لجمعية المصارف يشكل الضمانة الكبرى.

 

عوني الكعكي