IMLebanon

لا انتخابات رئاسية إلا “على الحامي”؟ تبدّل الأولويات يُفاقم تهميش الموقع وطائفته

غاب الاستحقاق الرئاسي اللبناني عن واجهة الاولويات على رغم الجرعات التذكيرية في مواقف البعض.

في عشاء الى مائدة مرجع سابق قبل بعض الوقت حضره مسؤولون من الافرقاء السياسيين من الوسطيين وقوى 14 آذار حاول هذا المرجع تلمس امكان نجاح فريق العماد عون السياسي وحلفائه في فرض اجندته من خلال توجيه اسئلة الى ضيوفه وتقديم النصح في الوقت نفسه انه في حال كان ثمة اي امل بان تخضع هذه القوى للضغوط التي يمارسها الفريق الآخر ايا تكن طبيعتها الآن او بعد وقت معين فتقبل بالعماد عون رئيسا فمن الافضل ان تفعل ذلك عاجلا وليس اجلا تجنبا لدفع البلد المزيد من الاثمان في ظل الفراغ في سدة الرئاسة الاولى. وهذا الاحتمال حاول البعض رصد امكان حصوله اي اذا كان بامكان الافرقاء السياسيين التجاوب مع ضغط الفراغ والضغوط السياسية الاخرى من اجل التسليم بانتخاب عون بدلا من ان يكون الدفع في الاتجاه الآخر وفق ما تداولته الاوساط السياسية والديبلوماسية باقناع عون بان يتعاون في شأن تسوية تفضي الى انتخاب الرئيس العتيد. فتقول مصادر سياسية على صلة بمعطيات خارجية ان ثمة خشية ازدادت في الاونة الاخيرة الا تكون الانتخابات ممكنة او محتملة الا “على الحامي” وان يكون شرطها امكان التقاط اللحظة المناسبة في توافق ايراني سعودي قد تكون او تتوافر في منع انزلاق البلد نحو حرب اهلية كما حصل بالنسبة الى التقاط اللحظة المناسبة في تأليف الحكومة الحالية، والا فان لا انتخابات ولا من يحزنون. كما ان ثمة غيابا كليا لاستعراض اي مرشحين محتملين ما دام الموضوع ليس مطروحا في الاساس في المرحلة الراهنة مما جمد تداول اسماء المرشحين على رغم استمرار نشاط كثيرين منهم بعيدا من الاضواء. الا ان فرصة العماد عون من زاوية احتمال تغيير الافرقاء السياسيين مواقفهم والعودة الى القبول به رئيسا تحت ظروف قاهرة او تحت وطأة وضع داخلي “على الحامي”، لا تبدو محتملة او واردة بالنسبة الى المصادر المعنية على رغم ان الواقعية تفرض الاقرار بان اي توافق سني شيعي في هذا الاطار هو الذي يمكن ان يكون حاسما على هذا الصعيد.

ولعل ما اعتبرته اوساط سياسية عدة من استعادة “حزب الله” العماد عون اخيرا بعد اللقاء الذي جمع هذا الاخير والامين العام للحزب السيد حسن نصرالله بعد محاولته التغريد خارج سرب قوى 8 آذار بذريعة سعيه الى ان يكون توافقيا من خلال الحصول على دعم الرئيس سعد الحريري علما ان الحزب لم يكن مستسيغا هذه المحاولة، قد حسمت تضاؤل فرصته ان لم يكن انتهاءها خصوصا في ظل كلام الاشادة للامين العام للحزب بكفاية عون لهذا الموقع وعدم دعم الحزب له لموقع الرئاسة من موقع رد الجميل فحسب. وهو ما فسرته المصادر المعنية ترجمة لاستعادة عون الى التحالف في ظل تسجيل مكسب من رفض الآخرين له علما ان كل المعلومات لم تفد بوجود دعم حقيقي من الحزب لوصوله الى الرئاسة. وانفتاحه على الرئيس سعد الحريري كان ايجابيا ما ساهم في تخفيف بعض التشنجات وكذلك بالنسبة الى انفتاحه على النائب وليد جنبلاط حيث تقول مصادر في الحزب الاشتراكي اذ ان الامور باتت اسهل بكثير في الجبل بعد مد الجسور بين الطرفين ويبدو العيش المشترك اسهل من دون نقزة من الجانبين. الا ان موضوع الرئاسة يبقى امرا اخر حيث تبقى الثغرة والذريعة الاهم هي موضوع عدم اتفاقه مع الافرقاء المسيحيين الآخرين وحصوله على ثقتهم علما ان هناك ذيولا كبيرة لتأخره في الانفتاح وعدم معاداة الافرقاء الآخرين خلال الاعوام الماضية الى جانب الخشية من موقعه من ضمن التحالف مع الحزب ومن ضمن محور اقليمي على توتر وعداء مع محور اقليمي اخر لا يقل تاثيرا ونفوذا. حتى ان المرجع السابق المذكور ينقض المبدأ الذي يلوذ به عون لجهة ان حجم كتلته المسيحية الاكبر يعطيه حق الاولوية باعتبار انه سيكون الرئيس القوي من خلال القول ان حجم هذه الكتلة التي لا يصل الى نصف عدد النواب المسيحيين في المجلس يقابله معارضة كتلة نيابية مسيحية اكبر له تفوق في عددها عدد نواب كتلته.

وفيما يبدي كثر مخاوف على وقع التطورات في المنطقة والتغييرات التي يمكن ان تلحق بلبنان نتيجة الزلازل التي تضرب انظمتها وخرائطها بما قد يعظم الخشية على بقاء الموقع الرئاسي الاول في البلاد للمسيحيين، فإن التأثير السلبي وفق المآخذ التي تبديها مصادر ديبلوماسية هو في عدم ايلاء الافرقاء المسيحيين مصلحتهم الاكبر في البلد على مصالحهم الشخصية بحيث يهددون موقعهم الذي غدا ضعيفا اكثر في ظل الاستقطابات المذهبية في المنطقة ويساهمون مباشرة في تهميش اي قدرة لهم على التأثير الايجابي. وهناك حال من الاستهانة بتسيير شؤون البلد، على رغم ضرورتها، في غياب وجود رئيس مسيحي بما يكرس رمزية وجوده وعدم فاعليته او تأثيره في ما يتعدى التأثير المعنوي في حال وجد. فعلى رغم ارتباط بعض المسائل في وقت سابق بمسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فإن بعض الضرورات بات يغير الاولويات كما هي الحال بالنسبة الى تسليح الجيش الذي لم يعد ينتظر وفرضت عليه عرسال تحديات جديدة او تشريع الضرورة في مجلس النواب.