ثلاث قيادات كبرى هي شخصيات تتمتّع بالمهابة على مستوى الوطن، وتتحمّل مسؤوليات جسيمة، تجتمع في قصر بعبدا، وفي بادرة حضارية، تناقش اختلاف وجهات النظر في ما بينها وما جرت اليه من خلافات لاحقة، وتبعات مضرّة بالشعب اللبناني. وصدر بيان عن اجتماع الرؤساء الثلاثة: رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري، وزفّ الى اللبنانيين بشرى تسوية المواضيع الخلافية، والانطلاق مجددا في العمل، وتفعيل المؤسسات، والمضي على طريق الانجاز… وأدى ذلك الى اطلاق زفرة ارتياح من الصدور على مستوى الوطن.
واللبنانيون المروبصون بكوابيس ما يعيشونه من أهوال في حياتهم اليومية، هالهم هذا التباعد على مستوى قمة هرم السلطة.
الاختلاف السياسي في وجهات النظر – وحتى في المصالح – هو أمر طبيعي في الأنظمة عامة بصرف النظر عن هويتها، سواء أكانت دكتاتورية أو فردية، أو مطلقة، أو ديموقراطية. وميزة النظام الديموقراطي، حتى ولو كان صوريا وهشّا مثل النظام اللبناني، انه يحلّ الخلاف والاختلاف بالحوار وبالتي هي أحسن، بدلا من العنف والبطش كما في الأنظمة الأخرى. والرؤساء الثلاثة يعلنون يوميا التمسّك بالقوانين والدستور. وهذا الدستور نصّ في الأصل على تعاون السلطات لا على تنافرها. ويكون ما توصل اليه الرؤساء الثلاثة هو فعل ينطبق على النص الدستوري. ومع ذلك بقيت في القلوب حسرة بعد الزفرة… ذلك أن ما يتوخاه اللبنانيون هو اجتماع الرؤساء الثلاثة لمعالجة أزمات شعبهم لا حلّ خلافاتهم سواء أكانت عامة أم خاصة.
ثلاث شخصيات أخرى لبنانية، مرموقة في هالتها العلمية والثقافية، لم تعقد اجتماعا في ما بينها في مكان واحد، ولكن كل شخصية منها من موقعها حملت الى اللبنانيين شحنة من الفخر والاعتزاز بانتمائهم الى وطنهم، وعكست أمام العالم صورة ما كان عليه لبنان، وما هو عليه في الجوهر، وما سيكون وينبغي أن يكون عليه في المستقبل. وهذه الشخصيات المميزة هي: السفير نواف سلام الذي تمّ تنصيبه قاضيا في محكمة العدل الدولية في لاهاي، لولاية تمتد لتسع سنوات. الدكتور فادي قمير مدير عام الموارد المائية والكهربائية بمنحه لقب عضو منتسب الى أكاديمية العلوم عبر البحار الفرنسية، وهو اللبناني الثاني ينال هذا الشرف بعد الرئيس شارل حلو. الدكتور سهيل فرح رئيس الجامعة المفتوحة لحوار الحضارات بادراج اسمه في ملف الترشيح لنيل جائزة نوبل…
… نعم، ليست كل أخبار لبنان محزنة!