استبقت هذه الزاوية، («شروق وغروب») أزمة الإزدحام في مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي، وتركت أصداء واسعة بدءاً بوزير الداخلية نهاد المشنوق حتى رئيس لجنة الأشغال النيابية نزيه نجم. ثم أخذت المسألة تتفاعل الى أن تدخل وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس أمس وتركز حديثه في مؤتمره الصحافي على المسؤوليات: من يتحملها ومن لا يتحمل.
والواقع أن المطار يقع مباشرة تحت سلطة وزير الأشغال، كونه المرجعية الصالحة. ومعروف عن الوزير فنيانوس ويشهد له أنه لا يتهرب من أي مسؤولية. لذلك نرى أن مسألة الإزدحام (على الأقل) هي من الشؤون التي تعنيه مباشرة، هذا إذا أردنا تحييده عن الناحية الأمنية التي لها قياداتها ومرجعياتها.
وفي تقديرنا أن كلام معاليه عن المبالغ المطلوبة لتوسعة المطار هو صحيح من حيث المبدأ. إلاّ أننا مازلنا نؤمن بأن هذه المسألة تحتاج الى إعادة تنظيم شاملة. ومثالنا على ذلك أن مطار قبرص يستقبل سنوياً عشرين مليون نسمة وهو لا يغصّ بهم، علماً أنه أصغر من مطار بيروت.
ولاشك في أن الوزير فنيانوس يعرف معرفة وثيقة أن الحل يبدأ من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. خصوصاً وأن معظم شاغلي المواقع العليا في المطار إن لم يكن كلهم هم معينون بالوكالة أو بالتكليف.
وبالتالي فإن الأمر يحتاج الى «نفضة» قد لا تكون متيسّرة مع حكومة تصريف الأعمال، إلاّ أنها كانت ولا تزال وستبقى مطلوبة بهدف التصويب.
ثم ما شأن التوسعة في ما يتردد حول أنّ الإمتحانات التي أجريت لتوظيف مراقبين جويين اعتمدت مواد البكالوريا اللبنانية، في حين أن المراقب الجوي يعين في العالم قاطبة على أساس دراسة إختصاص مراقب جوي؟!.
أيضاً ما شأن التوسعة في أحداث الإصطدام على المدرّجات بين الطائرات والسيارات؟ أليس هذا شأناً تنظيمياً وحسب؟!.
وما شأن التوسعة (التي لسنا ضدّها من حيث المبدأ) في الروائح التي تزكم الأنوف؟
وهل إن معاليه مقتنع جدياً (ونحن نثق بصدق رؤيته) بأنّ التوسعة ستوقف هذه الفوضى ضاربة الأطناب في المطار؟!.
السنة الماضية، وفي الموسم ذاته، لم يعان المطار من الإزدحام بالقدر الذي عاناه ويعانيه هذا العام؟ والزيادة المحدودة في عدد المسافرين لا تبرّر هذا الذي حصل ودفع بالكثيرين الى حدّ الكفر بعد ما كابدوه من قهر وتعب وعرق في وقت كانت أجهزة التبريد معطلة.
وأخيراً وليس آخراً: أين «الهيئة الأهلية لمساندة مطار بيروت والدفاع عنه» التي يرأسها سيّد قمبرجي وتضم نخبة من الخبراء المحليين والدوليين في شؤون المطارات والطيران؟!.