IMLebanon

ليس اي رئيس جمهورية؟!

عندما يقال ان حزب الله متمسك بترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد  ميشال عون لرئاسة الجمهورية، ثمة من يجزم بأن كلاما جديا اعطي للنائب سليمان فرنجية بترشيحه للرئاسة الاولى مهما اختلفت الاعتبارات غير ان ما طرأ  من تطور على سطح الاحداث حمل مفاجأة  من العيار الثقيل حيث قيل ان فرنجية سيدافع عن ترشيحه للرئاسة بمراجعة الرئيس السوري بشار الاسد،  وهذه لا بد وان تكون خطوة غير مشجعة من جانبه حتى ولو كان القصد منها محاولة اقناع حزب الله بدعمه وهكذا بالنسبة الى الجنرال عون (…).

ان مثل هكذا خطوة لا بد وان تعكس سلبية سياسية حيث لا يعقل ان يقبل رئيس تيار  المستقبل الرئيس سعد الحريري بأن يراجع فرنجية الاسد لكسر رفض حزب الله ترشيحه، خصوصا ان هناك مشكلة لبنانية راسخة مع النظـام السوري ولا يعقل ان يعاد الاستنجاد به ليتورط مجددا في الصراع اللبناني الداخلي او ان يتورط اللبنانيون بطلب تدخله وهذه سقطة من الصعب تجاوزها مهما اختلفت الاعتبارات السياسية حتى ولو كانت بحجم الخلاف على رئاسة الجمهورية؟!

والذين مع ترشيح فرنجية للرئاسة الاولى سيرفضون في مطلق الاحوال دعمه من جانب الرئيس الاسد، مع ما يعنيه ذلك صرف النظر عن الموضوع في حال صدق خبر زيارة فرنجية العاصمة السورية لانجاز مشروعه الرئاسي، اضف الى ذلك ان الموضوع سيعلق مجددا الى حين عقد المؤتمر المسيحي  في بكركي  على امل اقناع واحد من المرشحين المحتملين  الاربعة الرئيس امين الجميل، العماد عون، النائب فرنجية او رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وهو الحل الافضل كي لا يتورط احدهم بفكرة الذهاب الى سوريا مهما اختلفت الاعتبارات السياسية وسواها.

ومن الان الى حين معرفة جديد المرشح فرنجية، ثمة من يجزم بأن زيارته الى دمشق في حال حصولها، ستشكل عقبة واضحة في طريقه الى بعبدا من شأنها ان تغير في تسمية ترشيحه من جانب الرئيس سعد الحريري بما في ذلك قد تزيد الشرخ لجهة تسميته من جانب اي طرف مسيحي او اسلامي، حيث لا يعقل ان يجرب اللبنانيون الوقوع مجددا في الخطأ السوري البغيض الذي سبق لهم ان جربوه بسلبياته  من دون ان تصدر عنه اية ايجابية تذكر (…)

صحيح ان المهم هو انتخاب رئيس جمهورية، لكن ليس اي رئيس، لاسيما ان اقتراح  تسمية فرنجية على رغم معرفة علاقته السابقة بحزب الله وببشار الاسد، لم يحل دون تجنب طرح اسمه. غير ان ذهابه الى سوريا سيعني الكثير من مجالات الرفض بالنسبة الى زعماء مسلمين ومسيحيين وفي مقدم هؤلاء حزب الكتائب وحزب القوات اللبنانية ومعظم قوى 14 اذار ممن ذاق الامرين من نظام بشار الاسد وممارسات ايام الاحتلال السوري البغيض، ولا يعقل تكرار التجربة حتى وان كانت الغاية انتخاب رئيس جمهورية.

فضلا عن كل ما تقدم فان علاقة فرنجية الشخصية والعائلية بالرئيس بشار الاسد لم تمنع تسميته مرشحا للرئاسة لكن ان يجدد علاقته صراحة بسوريا فهذا خطأ فادح وفاضح يستحيل القبول به ومن الافضل تجنبه كي لا تتطور الامور سلبا بالاتجاه الذي يلغي فكرة ترشيحه للرئاسة، وهذا الاتجاه معروف بل محسوم  من قبل الاغلبية السياسية الساحقة باستثناء حزب الله والعماد عون وبعض المقربين منه، ومثل تيار المردة (…)

هل تتكرر المأساة اللبنانية بالاتكال مجددا على مسعى سوري لم يثبت جدواه في مجالات وأزمنة مختلفة. لذا يجمع المراقبون  على رفضه وادانة اي توجه نحو سوريا الاسد، لا سيما  ان العلاقة الرسمية معها مقطوعة بقدر ما هي مقتصرة على حزب الله الذي يقاتل الى جانب النظام وقد تكون جهات لبنانية اخرى في الموقع عينه لكنها تخجل من ان تعترف بذلك بعكس ما هو حاصل مع حزب الله الذي يجاهر  باستخدام سلاحه غير الشرعي في الحرب السورية على رغم المساعي السياسية المبذولة لتأمين انسحاب مقاتلي الحزب من الحرب هناك (…)

السؤال المطروح: هل من يجروء على ان يتورط بمراجعة نظام الاسد بموضوع لبناني بحجم رئاسة الجمهورية او بأي حجم اخر، لاسيما ان القطيعة هي التي تحكم العلاقة بين البلدين ولا حاجة الى تجربة حظـوظ من هذا الجانب او ذاك كي لا تتطور الامور الى اسوأ من استمرار الفراغ الرئاسي الذي يخص جميع اللبنانيين وليس فئة منهم. بدليل خجل العماد عون من ان يجرب مراجعة الاسد وهكذا بالنسبة الى حزب الله، الا في حال كانت محاولات لم يعلن عنها لالف سبب وسبب؟!