IMLebanon

«لا انتخاب» رئيس في 28 أيلول

تعيش البلاد منذ أشهر على ضفتي التفاؤل والتشاؤم بقرب انتخاب رئيس للجمهورية، إزدادت وتيرتها خلال الايام الماضية على إعتبار أن جلسة الثامن والعشرين من الشهر الجاري والتي ستسجل فيها المحاولة الخامسة والاربعون لإنتخاب رئيس، ستكون مفصلية لجهة تحديد التيار «الوطني الحر« خريطة تحرك جديدة له على الساحة الداخلية كما أعلن مسؤولوه في أكثر من مناسبة، كإعتراض على سياسة عدم سير باقي الافرقاء بإنتخاب رئيس تكتل «التغيير والاصلاح« النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، وما بين الحالتين تلف الضبابية وعدم الوضوح مواقف الافرقاء المعنيين تجاه ما سيحدث بعد جلسة الاربعاء المقبل، وإن كان الجميع يوافق على أن الجلسة المنتظرة ستكون كسابقاتها.

ما يمكن الجزم به أيضاً أن حالة من المراوحة والترقب تسيطر على كافة الافرقاء السياسيين منذ أيام وقد تمتد إلى موعد جلسة الانتخاب، وإن كانت الاتصالات لم تنقطع بينهم، لكنها لم تؤت ثمارها على حد تعبير عضو كتلة «التنمية والتحرير« النائب أيوب حميد، الذي يوضح لـ«المستقبل» أن «الرئيس نبيه بري أعلن بوضوح أنه لن يسير بإنتخاب رئيس للجمهورية، إلا بعد الاتفاق على جملة خطوات تسهّل عمل الرئيس العتيد وتعبّد طريق الحكم أمامه، لأن الهدف ليس فقط إنتخاب رئيس بل تحصين الساحة الداخلية أمام محطات مفصلية ستشهدها بعد الانتخاب، وهي تشكيل الحكومة والبيان الوزاري وقانون الانتخاب، والتجارب السابقة تشهد كم إستغرقت من الوقت حتى توصلنا إلى حل لها».

ويربط عضو كتلة «المستقبل« النائب عمار حوري ما سيحصل بعد جلسة الاربعاء المقبل، بما يريده «حزب الله« وإيران من «ورقة « إنتخاب رئيس، ويقول «الاتصالات مرتبطة بمدى إستعداد حزب الله للإفراج عن ورقة الرئاسة في لبنان والتي تستثمرها إيران من أجل مصالحها في المنطقة»، ويعتبر عضو «اللقاء الديمقراطي« النائب علاء الدين ترو أن «المسؤول عن الوضع الحالي هو من لا يحضر جلسات إنتخاب رئيس، وبالرغم من أن الاتصالات لم تنقطع بين الاطراف المعنية، إلا أن التفاؤل المشوب بالحذر الذي ساد في الفترة الماضية كان مجرد وهم وسراب»، ويوافق عضو تكتل «التغيير والاصلاح« النائب فريد الخازن على أن «الامور على حالها، علماً أن التيار كان يعول على الحوار بين العماد عون والرئيس الحريري بشأن الانتخابات الرئاسية، لكن لا نتيجة أو أفق لأي تفاهم قد يجري بينهما، وبالتالي فإن ردة فعل التيار ستتوضح عملياً بعد جلسة 28 الجاري».

من جهته يرى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا أن «الاجواء التي أشيعت في الايام الماضية ليست في محلها، وقد تكون من أجل التحضير لرد فعل معين لا أعرف ما هو، لكني لست قلقاً من المرحلة المقبلة».

كل ما سبق يوصل إلى حقيقة واضحة وهي أن جلسة الاربعاء المقبل ستكون كسابقاتها، وسيتبعها تحديد لجلسة جديدة لإنتخاب رئيس، وهذا ما يوافق عليه حوري بالقول:» نعم الجلسة الخامسة والاربعون لانتخاب رئيس ستكون كما قبلها، ومن يسمع كلام الشيخ نعيم قاسم يعرف أن الحلول بعيدة المنال»، ويشدّد حميد على أن «كتلة التنمية هي من دعاة التهدئة والحوار في ظل اللهيب الذي يحرق المنطقة، أما ردة فعل التيار الوطني الحر بعد الجلسة فلا يمكن التكهن بها، والاجدى أن يسأل عنها أصحاب الشأن»، ويعلق ترو بالقول:» هناك إنقسام وفرز خطير في البلد، ولعبة الشارع لم ولن توصل إلى حل، فهناك مكان لإنتخاب الرئيس هو المجلس النيابي وهناك عدة أمكنة دستورية للحفاظ على الميثاقية ليس الشارع واحداً منها»، ويختم الخازن بالقول:»جلسة الاربعاء ستكون كسابقاتها، وما يمكن أن يحصل بعدها سنكشفه لاحقاً لكن بالتأكيد الامور متجهة نحو التصعيد».