جميعهم منشغلون في مواجهة الأزمة المالية – الاقتصادية – الاجتماعية. وهذا أمرٌ مهم جداً… وأن يأتي متأخراً أفضل من ألاّ يأتي أبداً.
اجتماعات على أعلى المستويات. لقاءات. أبحاث. مشاريع. جهود تبذل. دراسات توضع. اقتراحات ترفع. مشاريع يجري إعدادها. قرارات يتدارسون إصدارها.
تكراراً … هذا مهم وجيّد ومطلوب. ولكنه لا يكفي.
لبنان في أزمة. بل في مأزق استثنائي. يجب أن نعرف مَن أدخل لبنان في الأزمة، ومَن أوصل لبنان الى المأزق.
في لبنان فساد ضاربٌ أطنابه. يجب أن نعرف من هم الفاسدون. وما هي الإجراءات التي ستتخذ في حقهم. إن لم يكن من أجل العدالة، ومن أجل البلاد والعباد، فأقلّه من أجل حفظ ماء الوجه أمام العالم الذي تحوّلنا في نظره الى مثال (لا يحتذى) في الفوضى واللامسؤولية والفشل والتقصير والإنحلال.
في لبنان أموالٌ منهوبة… وبالمليارات، في وقت الناس على جوع… ويجب أن نعرف مَن هم الذين نهبوا الأموال، وكيف سيرجعونها مع فوائدها، وما هي الإجراءات التي ستطاولهم، وكيف، ومتى؟ والسبيل لتمكين المودعين من ودائعهم في المصارف، وكيف؟
في لبنان بطالة أرقامها مخيفة. فمن المسؤول عن عدم إيجاد فرص العمل أمام اللبنانيين بعدما باتت هذه الحال الخطرة تستنفذ الطاقة الوطنية المتمثلة في هجرة الشباب والكفاءة والمهارة وتحويل هذا الوطن الى بلد للعجزة وللعاجزين عن السفر؟
في لبنان تراجعت قدرة أولياء التلامذة والطلاب عن إدخال أبنائهم الى المدارس والجامعات الخاصة بسبب ضيق ذات اليد…
في وقت تبلغ كلفة التلميذ والطالب في القطاع التعليمي الرسمي أكثر بكثير من كلفتها في القطاع الخاص… فمن المسؤول… وكيف المعالجة؟
في لبنان القطاع السياحي في وضع كارثي… ونريد أن نعرف الأسباب وراء هذه الكارثة!
وكان في ودّنا أن نسير طويلاً على درب تعداد ما يعاني اللبنانيون، إلاّ أن المقام لا يتسع للمزيد، وهو ما يكفي لملء المجلّدات… إلاّ أننا نود أن نؤكد على اثنين:
الأوّل – لا ننكر الجهود المبذولة والحماسة الظاهرة، والجدّية الموصوفة التي يبديها الرئيس العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب مدعومين من رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري. وجل ما يبتغيه اللبنانيون أن تكلل هذه المساعي بالنتائج الإيجابية.
الثاني – إذا لم تكن محاسبة حقيقية يقررها القضاء وتضع الحقائق «عالمكشوف» أمام الرأي فعبثاً يحاولون، ونحن اللبنانيين المغلوبين على أمرنا ستصيبنا الخيبة إلى القهر والحسرة على ذلك اللبنان الجميل الذي كان!.