إلى جميع مَن يهوى شهرةً، مالاً، أضواءً ونجوميةً «زائفةً»، عنوانان: الدين والجنس.
إنّ الاستنجاد بهذين العنوانين للتسلّق على سلّم المجد والشهرة يصلح للمفلسين، وإذا أنتَ مفلسٌ فنّياً وروحيّاً، إليك بالدين وبالجنس وستصل حتماً الى … «الجنّة».
هذا ما سعت اليه فرقة «مشروع ليلى» التي لجأت الى أبواب عدة للخروج من أزمتها بعد تراجعها في السنوات الاخيرة ولم يكن لديها حلّ سوى ولوج هذه الابواب: البيئة، الثورة، الجنس وحالياً الدين، للعودة الى الضوء، لأنها تعلم في قرارة نفسها كما يعلم الناس أنّ المساس بديانة المشرقيّين ستفتح «أبواب جهنم» على الذين تجرّأوا… ولو على حساب شهرة هؤلاء وإعادتهم الى الضوء.
فما يسعى اليه المؤمنون في الشرق ليس حجب الضوء عن فرقة ضائعة مع مشروعها في العالم، بل يسعون للتأكيد أنّ الله هو الضوء الوحيد، بل هو المنارة للشرق، وأنه سيبقى وحده نور العالم، ومن أدركه لن يعيش أبداً في ظلمة.
فَهِم المعنيون في فرقة «مشروع ليلى» اللعبة فأتقنوا اللعب بعدما تلمّسوا تراجعهم بعد أبرز محطات في سيرتهم:
ترشّحت الفرقة إلى جائزة world music award عام 2014 ولم تنل أيّ جائزة على رغم تسميتها من بين الآلاف وعلى رغم بزوغها عام 2008 من صرح ثقافيٍّ عالميّ عريق هو الجامعة الاميركية في بيروت، وأيضاً رغم حصولها على جائزة لجنة التحكيم والجمهور عام 2009 من اذاعة راديو لبنان عن تأديتها أغنية «رقصة ليلى».
آنذاك كان يفترض أن يكون مشروع الفرقة لليلة واحدة، لكنّ الفرقة «سكرت» بنجاح أغنيتها وأرادت استغلالها، فقرّرت متابعة «الليالي» وتطوير «مشاريعها».
إلّا أنها فشلت أيضاً وبدأت «نجومية الفرقة» تخفّ تدريجاً، لأنّ المستمع العربي والمؤمن بالاخص تيقّظ بأنّ معظم كلمات أغاني الفرقة وألحانها تحمل في طيّاتها «آهات» مبطّنة ودعوات يرفضها المجتمع الشرقي، والدليل على ذلك انّ الفرقة مُنعت مرتين من إحياء حفلاتها: الاولى عام 2016 في الأردن والثانية عام 2017 في مصر. وعندما بدأت ابواب الشهرة تقفل في وجه «مشروع ليلى» لجأ أفرادها الى شعار المثلية لأنه يستقطب جدلاً وضوءاً، الّا أنهم أيضاً فشلوا برفعهم ذلك الشعار، فكان «الدين» ملاذهم الأخير لجأوا اليه لاستعادة بعض من «مجدٍ زائف»
اليوم وخلافاً لما يظنه البعض، فليست كثرة الانتقادات والاحتجاجات التي طاولت الفرقة هي التي أعادتها الى الضوء، بل إنّ المساس بالمقدسات السماوية وبالديانة المسيحية تحديداً هو ما دفع الآلاف للدفاع عن مضطهديها، فالمسيحية هي النجمة وليسوا هم النجوم، ولأنّ الفرقة تعلم أنّ «الأكثرية» في الشرق هي «الأكثرية» المؤمنة التي ستثور والتي بثورتها للمدافعة عن مقدّساتها، ستعيد الفرقة الى الضوء، لجأت عمداً الى «الديانة المسيحية» لتستعيدَ من خلالها نجاحاً ولّى، فلم يمنعها إصرارُها من استعادة نجوميةٍ إفتقدتها عبر المساس بالمقدّسات المسيحية ومن خلال تهكّمها بخفة على مزامير مسيحية باللحن والكلمة.
وبرفض آلاف المؤمنين اليوم عَرْضَ «مشروع ليلى» على أرض بيبلوس المقدسة، يثبت اللبنانيون الأوفياء لديانتهم بأنهم سيحاربون كل مَن يتجرّأ في التطاول على مقدساتهم خِفيةً أو علانية.
لسنا بوارد إطلاق النار على «مشاريع ليلى» فمشاريعها لا تعنينا إذا كانت بعيدة عن مقدّساتنا، ولسنا بوارد المدافعة عن المسيحيين، لأنّ «انفتاحهم» ليس مشكلتنا، بل نحن ندافع عن المسيحية.
وسنطلق رصاصنا اليوم عليهم أولاً قبل إطلاق رصاص قلمنا على سواهم وليكن معلوماً أنّ الانفتاح المسيحي والعلمانية التي اصبحت حديثاً «نشيداً» للمسيحيين و«رجاءً» جديداً لهم لا تعنينا ولن نسّوق لها، خصوصاً إذا تبنّت شعائر «مشروع ليلى» الغامضة وذابت في «لهاليب» الفرقة و«طبّلت» لها و«زمّرت».
والى هؤلاء غير القادرين على القراءة بين السطور وفك شيفرة الألحان العجائبية والتي تمسّ بديانتهم نذكّرهم بـ«نور العالم» ومِن أنّ الذي يؤمن به، لا يختار الغموض ولا الظلام… فرقة ليلى تغرق اليوم في «ظلام» خيارها عندما تطاولت على مقدّسات محرّمة… ولو أعادتها إلى الضوء فنحن سنبقى لها بالمرصاد برصاص الكلمة. وليعلم جميع مَن يغنّي على «ليلاه»، ليس كل مَن صرّخ آه «سلطاناً» وليس كلّ من غنّى ليلى… يُطربنا.