IMLebanon

لا للتوافق في بسكنتا وضهور الشوير وعين سعادة

تخوض بلدة ضهور الشوير معركة سياسية شرسة بين “جناحَي” الحزب السوري القومي، اللذين تحالف أحدهما مع الوزير الياس بو صعب والعونيين، فيما تتمرد هيئة التيار الوطني الحر على قرار رئيس الحزب جبران باسيل في بسكنتا، ويمثّل رئيس مجلس ادارة الـ “أو تي في” لائحة أحزاب في عين سعادة

في بسكنتا، أتى الردّ على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من هيئة البلدة المحلية، فتمردت على اتفاقه، اذ كان باسيل قد توافق مع رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع على مرشح توافقي يدعى رازي الحاج، ابن الدكتور وديع الحاج، الذي اشتهر بتطبيب المواطنين مجانا، أعقبه ابلاغ الحاج رسميا هذا القرار وسط موافقة ضمنية من الحزب القومي والكتائب والأحرار ورئيس البلدية الحالي طانيوس غانم.

والحاج رئيس حركة “مستقلون”، ويحظى بشعبية في بلدته، لا لشيء سوى لأنه قام بما كان من المفترض أن تنجزه الأحزاب السياسية: مستوصف خيري ضمن مؤسسة وديع الحاج (4000 بطاقة صحية)، مركز مار بشارة بطرس الراعي للاسعاف يغطي ٨ قرى في جرد المتن (من بسكنتا الى الخنشارة) و3 ضيع كسروانية (كفرتي، بقعاتة كنعان وبقعتوتة)، ومركز “متن” الاجتماعي الاقتصادي الذي يعنى بتقديم مساعدات اجتماعية للعائلات. كان من المقرر يومها، عقب اجتماع معراب أن تنقل هيئة التيار الاسم المتفق عليه الى الحلفاء للانطلاق في تأليف اللائحة وتفادي معركة. غير أن الحاج وقع ضحية ازدواجية التوجهات ما بين باسيل ومحازبي بسكنتا، لينتهي الأمر بتمرد الهيئة على رئيس الحزب عبر تبني اثنين مداورة الى رئاسة البلدية في الليلة نفسها، الياس كرم وجورج علم. وكي يتنصل العونيون من تداعيات مخالفة رغبة القيادة، ألقي اللوم على عاتق رئيس البلدية الحالي تحت حجة رفضه التوافق. علما أن الأخير كان قد زار الحاج وأعلن انسحابه رسميا لمصلحته اذا ما جرى التوافق الحزبي عليه. فما كان من الحاج وغانم سوى تأليف لائحة في وجه اللائحة العونية المدعومة من القومي، مداورة أيضا بين غانم ووالدة رازي الحاج، سيلفيا العظم، وذلك لاظهار نية الطرف الآخر بعدم التوافق نظرا الى أنه لا طموح سياسيا لسيلفيا بعكس رازي الذي يترشح للانتخابات النيابية كمستقل عن المقعد الماروني. لائحة العظم ــ غانم مدعومة من القوات والكتائب والأحرار وحركة مستقلون والنائب ميشال المر والمحامي وليد خوري. وهكذا تقع المنافسة في بسكنتا، البلدة الأكبر من حيث عدد الناخبين في المتن الشمالي، بين 3 ريّاس وريّسة.

لا تقل الأوضاع في عين سعادة حماوة عن بسكنتا، اذ يخوض رئيس مجلس ادارة تلفزيون “أو تي في”، روي الهاشم (وهو صهر الجنرال ميشال عون أيضاً)، بالاتفاق مع حزب القوات وحزب الكتائب ضمنيا، معركة في وجه عضو البلدية أنطون بو عون المتحالف مع ممثلي عدد من عائلات البلدة، علما أن تجارب عين سعادة غير مشجعة بعد نزع المجلس البلدي الثقة من رئيسته اورور ابراهيم عام 2013، ما أدى الى تسلم نائب الرئيس جاك شختورة مهماته. لم تدم ولاية الأخير أكثر من عامين عقب استقالة أكثر من نصف اعضاء المجلس، وهو ما دفع بوزير الداخلية نهاد المشنوق يومها الى تكليف قائمقام المتن القيام بأعمال المجلس بالانابة.

ومن عين سعادة الى ضهور الشوير، حيث انقسم القوميون حول خيارات وزير التربية الياس بو صعب: قوميو الحزب (الذي يرأسه) النائب أسعد حردان يؤيدون مرشح بو صعب، ايلي صوايا، أحد شركاء الوزير في دبي؛ فيما يقف قوميو “جناح جورج عبد المسيح” مع رئيس البلدية السابق نعيم صوايا. أما التيار الوطني الحر، فأيّد خيار بو صعب. ويقول المطلعون على انتخابات البلدة إن مسعى للوفاق بدأ في لقاء عقد منذ ما يقارب ثلاثة أسابيع في مطعم السدّ في الشوير بدعوة من بو صعب، قبل أن يفاجأ المعترضون على خيارات الوزير بأن “الوفاق في قاموسه هو التمسك بمرشحه وعدم قبول المداورة بين ايلي ونعيم ثلاث سنوات بثلاث سنوات”. وعليه فرط التوافق وبدأت اللائحتان الاعداد للمعركة وسط عتب من لائحة نعيم صوايا على الوزير “الذي كان يفترض أن يكون راعي الوفاق لا التفرقة، وعلى مسافة واحدة من الجميع، وخصوصا أن مرشحه ليس سوى رجل اعمال يقضي معظم أوقاته في الامارات العربية ونادرا ما يطأ عتبة بلدته، وسبق أن قال في حديث تلفزيوني إنه سيوكل مهماته في حال فوزه الى نائبه”! والمشكلة الأساسية بحسب مصادر لائحة نعيم صوايا أن لبو صعب وصيا على بلدية الضهور كائنا من كان الرئيس، ويدعى جريس جرداق. الأخير رجل الوزير ورجل كل الفصول البلدية ولا يمر تفصيل من دون موافقته. هكذا كان الوضع ابان ولاية الرئيس الحالي حبيب مجاعص وهكذا سيبقى. على المقلب الآخر، ينقض المندوب السياسي لجبل لبنان في الحزب السوري القومي نجيب خنيصر كلام اللائحة المنافسة، مشيرا الى أن “اجتماع التوافق في مطعم السدّ انتهى بنتائج سلبية لأن بعض المرشحين لم يبدوا تجاوبا مع اسم ايلي صوايا عبر سحب ترشّحهم ورغبوا بخوض معركة ونحن نحترم حرية الناس”. وبحسب خنيصر، “أبقى بو صعب والحزب القومي باب التسوية مفتوحا وحصلت عدة وساطات لم تستكمل حتى النهاية”. من جهة أخرى، يشير خنيصر الى أن “مسألة المداورة لم تطرح في المطعم بل عرضت بعد ذلك، غير أن لايلي صوايا برنامجه لست سنوات مقبلة ولذلك جرى الاحتكام الى الديمقراطية”. وعن صحة هجرة صوايا الى دبي، يقول: “اليوم استلم أولاده عمله في الخارج وهو ان فاز، سيسعى الى قضاء الشتاء في البلدة”!