IMLebanon

«لعدم تخريب العلاقة بين أهل الحكم»  

تتجه الأنظار الى الـ «بيال» اليوم، وما ستكون عليه كلمة رئيس حكومة «استعادة الثقة» سعد الحريري، وما ستحمله من مواقف ورسائل، في الذكرى الثانية عشرة لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري.. خصوصاً وأن هذه الذكرى الأليمة تقاطعت مع جملة مواقف وتطورات ومعطيات، من أبرزها استحقاق الانتخابات النيابية وما يحيط بها من عثرات وعوائق آراء واقتراحات وجدالات ولّدت لدى عديدين قناعة بصعوبة الوصول الى توافق حول القانون الذي ستجري بموجبه هذه الانتخابات، وأي بديل سيكون؟! كما ومن أبرزها أيضاً ما صرح به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الاعلام المصري المسموع والمقروء عشية زيارته الرسمية الى مصر ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخلاصته، ان «سلاح «حزب الله» لا يتناقض مع مشروع الدولة الذي أدعمه، واعمل لأجله، وإلاّ لا يمكن التعايش معه (أي مع سلاح الحزب)، فهو جزء من الدفاع عن لبنان..»؟!.

ما قاله الرئيس عون، وبالتفصيل فاق المتوقع، وإن كان مبنياً على جملة ثوابت او دوافع أساسية لخصها في جمل مفيدة ازاء استمرار احتلال «إسرائيل» لأرض لبنانية، وطمعها بالثروات الطبيعية اللبنانية، وعدم تمتع الجيش اللبناني بالقوة الكافية لمواجهة «إسرائيل»، «فنحن نشعر بضرورة وجود هذا السلاح («سلاح حزب الله»)، لأنه مكمل ولا يتعارض معه، بدليل عدم وجود مقاومة مسلحة في الحياة الداخلية.. ومن المهم الاشارة الى ان «حزب الله»، هو من سكان الجنوب وأهل الأرض الذين يدافعون عن أنفسهم عندما تهددهم او تحاول «إسرائيل» اجتياحهم، فهم ليسوا بالجيش المستورد، ولا يمكن مطالبة مواطن لبناني بتسليم سلاحه، وأرضه قد احتلت أكثر من مرة منذ العام 1978..».

خلاصة ما وصل اليه العماد عون هو:

– ان سلاح «حزب الله» لا يتناقض مع مشروع الدولة..؟!

– هو جزء أساسي من الدفاع عن لبنان..؟!

– عدم استعمال السلاح في الداخل اللبناني هو حقيقة قائمة، وليس فقط ضمانة تعطى «ونحن لدينا ثقة بذلك..».

لم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي من رئيس الحكومة سعد الحريري حول ما جاء على لسان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.. وما صدر من مواقف (غير رسمية) في افتتاحية «المستقبل» صوب سهامه باتجاه «حزب الله»، وليس باتجاه رئيس الجمهورية.. وخلاصته ان «هناك انقساما حقيقيا في لبنان، وخلافا كبيرا حول النظرة الى «حزب الله» وسلاحه ووجوده في سوريا.. وغير ذلك من تفاصيل وعموميات سياساته وارتباطاته، لكن الذي لا خلاف عليه ولا انقسام بين معظم اللبنانيين، هو ان الذي يحمي لبنان واستقراره وأمنه وسلامه هو الاجماع على دور المؤسسات العسكرية والأمنية الشرعية التي تأكدت يوماً بعد يوم على القيام بمهامها وواجباتها على أكمل وجه، أكان على الحدود أم في الداخل..».

تعرض الافتتاحية نقاط التباين، او الافتراق، مع «حزب الله» من الداخل اللنباني الى المحيط العربي.. في ردّ غير مباشر على مواقف العماد عون.. الأمر الذي استحضر ما كان الرئيس سعد الحريري قاله في جلسة مجلس الوزراء في الأول من شباط الجاري، لجهة توطيد العلاقة بين «أهل الحكم» واعلانه بصريح العبارة، وعلى خلفية أولوية اجراء الانتخابات النيابية وجوب عدم اليأس من التوصل الى قانون جديد، ووجوب التضحية لبلوغ قانون لا يثير المخاوف.. مطمئناً الغيارى الذين يراهنون على تخريب العلاقة بين أهل الحكم الى ان شيئاً من ذلك لن يحصل، وان التفاهم على حماية الاستقرار السياسي راسخ ومتين، وأقوى من ان تهزه دعوات النافخين في رماد الماضي..».

ليس من شك في ان كلمة الرئيس الحريري اليوم ستكون بالغة الأهمية، سواء تناولت التطورات الأخيرة ومواقف رئيس الجمهورية، أم تجاوزتها، من باب عدم تخريب العلاقة بين أهل الحكم.. خصوصاً وأن الأفرقاء الثلاثة كافة (عون، الحريري، حزب الله) شركاء في حكومة «استعادة الثقة»، والتحديات التي تواجه لبنان ليست سهلة وليس من مصلحة أي فريق، الدفع باتجاه لا يخدم هدف الحريري في رأب الصدع وعدم تعريض العلاقة بين «أهل الحكومة» لأي اهتزاز». لاسيما وأن لبنان على أبواب الانتخابات النيابية، وليس ما يشير بعد الى تفاهمات جادة حول صيغة القانون العتيد التي ستجري بموجبه هذه الانتخابات- هذا ان اجريت-؟!

يدرك الرئيس الحريري، كما يدرك «حزب الله»، ان المرحلة التي تمر بها المنطقة، قد حطت بتداعياتها على الواقع اللبناني، ليس فقط من باب النازحين، بل وأيضاً من الباب الأمني.. وان جلسات الحوار الثنائي بين «المستقبل» و»حزب الله»، برعاية الرئيس نبيه بري، تجاوزت العديد من المحطات السلبية السابقة، والتي كادت تهدد السلم الداخلي.. وان ما قاله الرئيس عون، كان رسالة الى كل من يعنيه الأمر، بوجوب العمل على تعزيز قدرات المؤسسة العسكرية لكي تتمتع بالقوة الكافية لمواجهة «إسرائيل» واطماعها، وتوفير الحماية الكافية للثروات الطبيعية اللبنانية، والطمأنينة المطلوبة ليس لسكان الجنوب وأهل الارض، بل لكل اللبنانيين، خصوصاً وان الاجتياحات الاسرائيلية لم توفر، حتى العاصمة بيروت.. ولم تنسحب من العاصمة سوى بقوة المواجهة واحد أكبر قادتها العسكريين يصرخ في شارع الحمراء بعد عملية الويمبي: «لا تطلقوا النار.. لا تطلقوا النار.. فنحن راحلون..»؟!