Site icon IMLebanon

لعب بالنار يهدد بحرق البلد…!

تذاكي أهل الحكم على اللبنانيين مستمر، ويتخذ أشكالاً وأساليب مختلفة، ويترافق أحياناً كثيرة مع إطلاق بالونات ومفرقعات كلامية، هدفها إلهاء الناس عن أوجاعهم المعيشية، وإشغالهم عن حالة القلق التي يعيشونها في ظل التخبط المتزايد للدولة في معالجة أسباب الأزمة الإقتصادية، والوصول بالبلد إلى حافة الإفلاس.

 

من خطابات نارية مفاجئة، لإشعال سجالات صادمة، كما يحصل في جولات الوزير جبران باسيل ومهرجاناته التيارية، إلى تصريحات إستفزازية تصب زيت التصعيد على نيران الخلافات السياسية، كما يفعل العديد من أهل السلطة، فضلاً عن الإستغلال المتمادي للأحداث الأمنية الطارئة، مثل ما حصل في حادثة قبرشمون، وما كاد يحدث في الشويفات قبل يومين، وما يتكرر حصوله هنا وهناك بشكل شبه يومي، من تظاهرات وتجمعات إعتراضية ومطلبية، وتصادمات في الشارع بين المحتجين ورجال الأمن، كلها تشكل مواد لإلهاء الناس عن فشل السياسيين في إدارة شؤون البلاد والعباد.

 

ويذهب البعض بعيداً في مراقبة وتحليل هذه الظاهرة، وإعتبار ما ورد في كلمة رئيس الجمهورية في ذكرى مئوية الدولة اللبنانية، يصب في هذا الإتجاه، حيث جاء التعرض للدولة العثمانية من خارج سياق المناسبة، الأمر الذي أشعل السجالات الطائفية والمناطقية، وشغل الناس عن مخاطر الإنهيار المالي، وتداعيات مقررات مؤتمر بعبدا الباهتة!

 

وعوض العمل على رص الصفوف الداخلية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، وتعزيز الثقة الداخلية والخارجية بقدرة لبنان على تجاوز أخطر أزماته الإقتصادية، أدت ردود الفعل المختلفة على ما ورد في كلمة الرئيس عن الحقبة العثمانية، إلى إشعال الحساسيات ذات الطابع الطائفي البغيض، وإلى إظهار هشاشة الوضع الداخلي، القابل للإهتزاز والإشتعال عند أول شرارة خلافية تصدر عن هذا المرجع أو ذاك السياسي!

 

إنه اللعب بالنار الذي يهدد بحرق البلد، ولا يكتفي بحرق الأصابع فقط!