Site icon IMLebanon

«الان عرفنا ماذا اقترفت ايدينا» يا دولة الرئيس  

«الان عرفنا ماذا اقترفت ايدينا….الان» انها جملة مقتطعة من قصيدة «بيروت ست الدنيا» عندما كتبها الشاعر نزار قباني ليعبر عن حزنه الشديد لتدمير واحراق بيروت بسبب حقد البعض عليها من غير ان يدركوا ان جذور بيروت شاؤوا ام ابوا متأصلة فيهم وفي العالم العربي وان انهيارها يصيبهم كما يصيب اللبنانيين. وها نحن اليوم، نبكي مجددا بيروت بخسارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لو بعد مضي اعوام كثيرة على اغتياله لان فقدان لبنان شخصية مثل رفيق الحريري هو فقدان الاعتدال والنهج العربي والاسلام المتحضر ومشروع السلام والشرق المتنوع.

من قتل رفيق الحريري لم يدرك آنذاك ان اغتيال هكذا زعيم سيرتد عليه سلبا وسيكون كابوسه مهما مرت الاعوام لان الحريري لم يكن فقط رئيس وزراء لبناني ولا شخصية لها علاقات دولية فقط بل هو نهج رادع وحصن منيع امام الاصوليات التي تفشت الان في منطقتنا. رفيق الحريري كان الدواء الذي يمنع ان تتحول الاراضي اللبنانية والعربية الى ارض خصبة للمتطرفين وللارهابيين. رفيق الحريري كان مشروع سلام في المنطقة لانه كان يشكل توازنا يمنع تصاعد وتيرة النزاع السني – الشيعي رغم وجوده. رفيق الحريري كان الراية المضيئة في هذا الشرق المظلم الذي ما ان غاب عنه حتى ظهرت انياب الحركات التكفيرية تنهش تنوعه وحريته واعتداله.

ولذلك قتلة رفيق الحريري هم اعداء انفسهم لان كراهيتهم لشخصية الرئيس الشهيد اعمت بصيرتهم وضللت طريقهم حيث لم يعلموا ان «جذوره ضاربة فيهم». فما هو هذا الشرق بعد رفيق الحريري؟ 

انه شرق التعصب والقتل وذبح الرؤوس. انه شرق اصحاب الذقون الطويلة والارهابيين والتكفيريين. انه شرق مظلم وقاهر ودنيء. 

وما هو لبنان بعد رفيق الحريري؟ 

انه لبنان المحبط الغارق في العصبيات المذهبية التي تزداد يوما بعد يوم. انه لبنان احمد الاسير رغم زوال الاخير من الساحة السياسية الا ان نهجه وافكار الاخير مزروعة في نفوس عدد كبير من اللبنانيين.

من هنا ومع اقتراب ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، باتت العدالة من حقه لا بل من حق اللبنانيين جميعهم لان اغتياله غيب الاعتدال عن لبنان وجعل لبنان في مواجهة الارهاب مباشرة كما انه حول وجه الشرق الى وجه مظلم والى منطقة ذات كيانات دينية محض.