IMLebanon

المسؤولون الاميركيون هم أكذب الناس  

 

 

لا نتعدّى على أحد عندما نتهم المسؤولين الاميركيين بأنهم أكذب الناس في العالم إذ استطاعوا عن جدارة تحقيق هذا الموقع «المميز».

 

وأكبر مثال على ذلك، القنبلة النووية الايرانية التي بدأ الحديث عنها في خمسينات القرن العشرين، وخلال تلك الفترة عقدت الآلاف من الاجتماعات بين أميركا والدول «الخمس زائد واحد» وإيران في ڤيينا للبحث في هذا الموضوع… وأول اتفاق جرى كان في عهد الرئيس باراك أوباما.

 

جاء الرئيس دونالد ترامب ورفض الاتفاق ولا يزال البحث عن اتفاق جديد منذ عهد ترامب قائماً ولا يزال البحث مستمراً. حتى بعد انتهاء ولايته ومجيء الرئيس جو بايدن، ظلت طاولة المفاوضات قائمة ولكن كل اجتماع كان ينتهي بالمقولة نفسها ان هناك بعض النقاط غير المتفق عليها.

 

يا جماعة هذا النظام الحاكم في ايران اليوم هو من تصميم وتخطيط وإخراج وزير خارجية أميركا الأسبق هنري كيسينجر عام 1973 الذي زار الشاه طالباً منه ضرورة القيام بحرب على العراق، لأنّ الجيش العراقي يشكل خطراً كبيراً على اسرائيل. رفض الشاه قائلاً: إنه لا يريد أن يدمّر بلده من أجل اسرائيل. فعاقبه كيسينجر بتحضير آية الله الخميني الذي كانت بينه وبين المخابرات الاميركية (C.I.A) اتصالات ورسائل منذ العام 1963. وكان يطلب من الـC.I.A مساعدته لقلب نظام الشاه خاصة انه يملك مشروعاً دينياً يقوم على أن تكون كل البلاد العربية شيعية. والفكرة التي انطلق منها هنري كيسينجر تقوم على ان سلاح الدين، هو أخطر سلاح في العالم مستشهداً بما يجري في ايرلندا بين الكاثوليك وبين البروتستانت، لذلك فإنّ فكرة حرب بين أهل السنّة والشيعة مطلوبة، اما في ما يختص بالعراق فإنه كان يعيش في جو من المحبة، وكان وطناً لكل الطوائف.

 

جاء الخميني، كما قلنا، وشنّ حرباً استمرت 8 سنوات، دمرت فيها الجيشين العراقي والإيراني، وكانت كلفة تلك الحروب قد وصلت الى 3000 مليار دولار دفعتها العراق والدول العربية وإيران، كما دمرت الحرب ايران، وهذا الحساب من دون كلفة إعادة الدولتين والجيشين الى ما كانا عليه قبل تلك الحرب.

 

اللافت في هذا الموضوع ان المفاعل النووي العراقي ضرب في 7 حزيران عام 1981 ولم يعلن عنه إلاّ بعد أن دمّر.

 

وهذا ما حصل بالمفاعل النووي السوري عام 2006 إذ دمّر وبعد التدمير أعلنت اسرائيل الخبر.

 

اما بالنسبة للمفاعل النووي الايراني فلا نزال «نلف» وندور حول أنفسنا، لأنّ هذا الفيلم الطويل لن ينتهي بعد، لأنّ أميركا لا تزال بحاجة إليه لتدمّر ما تبقى من العالم العربي بعدما دمّرت كلاً من العراق وسوريا واليمن ولبنان والباقي على الطريق.

 

اما الكذاب الجديد فهو وزير خارجية اميركا الجديد انتوني بلينكن، الذي اعلن ان هناك بعض النقاط المختلف عليها مع إيران وان الاتفاق بات وشيكاً مع إعلان ان إنتاج قنبلة نووية صار قريباً، وأنّ هناك اتصالات لا يزال يجريها أكثر من طرف أهمها ما يقوم به وزير خارجية «عُمان» لتقريب وجهات النظر، ولكن لا يزال الخلاف حول تصنيف الحرس الثوري تحت بند العقوبات، وأنّ الاميركيين يرفضون رفع العقوبات عنه.

 

الأسوأ أيضاً في هذا الملف هو ان الرئيس بايدن الذي يصفه أحد أعدائه بأنه مثل المياه لا طعم ولا لون ولا رائحة له وأنه فعلاً أسوأ رئيس يأتي الى الرئاسة في تاريخ اميركا لأن المشاكل في العالم سوف تزداد لأنه رجل من دون قرار… وكل ما يفعله انه يتفرّج، وفي بعض الاوقات لا يعطي موقفاً أو رأياً واضحاً.

 

على كل حال، المصيبة ليست في القنبلة النووية الايرانية بل المشكلة في مشروع إيران الطائفي الذي هو مشروع التشيع.