يفترض ان تكون محادثات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع نظرائه الستة في فيينا نهاية هذا الأسبوع في فيينا الحلقة النهائية للتوصل الى اتفاق لمنع ايران من تطوير السلاح النووي. ولكن هناك رهانات عديدة من مطلعين على الملف يشككون في التوصل الى اتفاق في٣٠ حزيران (يونيو). ويتوقع ان يلتقي كيري نظيره الإيراني قبل الاجتماعات يوم الجمعة. ويقول مقربون من الإدارة الأميركية ان الاتفاق وشيك، فيما يطالب الوزير الفرنسي لوران فابيوس باتفاق صلب مع نظام تحقق واسع يشمل تفتيش مواقع عسكرية اذا تطلب الأمر. كما تريد باريس ايجاد آلية للعودة التلقائية الى العقوبات اذا انتهكت ايران التزاماتها.
اما الشعب الإيراني فيتطلع بقوة الى رفع العقوبات وهو يعلم ان الاتفاق النووي مع الدول الست يخرجه من عزلته ويفتح ابواب ايران امام رجال الأعمال وينعش التجار الإيرانيين. الا انه في الوقت نفسه سيعطي النظام المزيد من الأموال لصرفها على وكلائه في المنطقة من «حزب الله» الى بشار الأسد وميليشيات العراق التي تعمل لإيران والحوثيين وعلي عبد الله صالح. وفور رفع العقوبات هناك حوالى ١٤٥ بليون دولار من اموال ايران المجمدة ستكون بتناول النظام ليمارس المزيد من التخريب في المنطقة. وإذا توصلت ادارة اوباما الى اتفاق مع ايران ستعمل على التطبيع مع حليفه في لبنان «حزب الله»، الذي تعتبره حالياً ارهابياً، فتحالف اسرائيل مع الولايات المتحدة لن يؤثر في ديبلوماسية اوباما في الملف الإيراني. والإدارة الأميركية قد ترى مصلحة في التحالف مع «حزب الله» بما انه في حرب مع عدوها الأول «داعش» في سورية. كما ان «حزب الله» قد يضمن لها الكثير في حين انها غير مهتمة بلبنان ومصيره مع او من دون رئيس للجمهورية ولا بسورية وشعب يقتل ويهجر على يد رئيسه بمساعدة ودعم الإيرانيين الذين يرغب السيد اوباما في التطبيع معهم بعد الاتفاق النووي.
ان خريطة المنطقة التي تشير اليوم الى اضطراب كبير ستتغير في شكل كبير اذا تم التطبيع بين ايران والإدارة الأميركية. فلبنان حيث «حزب الله» هو الأقوى حالياً على الساحة السياسية سيتحكم بالمزيد من الحياة السياسية فيه عبر حلفائه المسيحيين وبضوء اخضر غير معلن من الإدارة الأميركية، اما بالنسبة الى سورية فقد تعقد واشنطن صفقة مع طهران لإبعاد الأسد واستبداله برجل آخر يكون حليفاً لها لأن نظامه لن يفيد مصالح ايران في المنطقة اذا اتفقت مع الولايات المتحدة. فالاتفاق النووي مع ايران اذا حصل سيعني تسليمها المنطقة وإعطاءها المزيد من الإمكانات المالية لدعم ومساعدة المخربين والمعطلين في المنطقة من الحوثيين الى علي عبد الله صالح الى الميليشيات المؤيدة لإيران في العراق. ان بعض المتفائلين يعتقد انه اذا انتهى الاتفاق النووي مع الدول الست سيكون من الأسهل التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان. وإذا حصل هذا سيكون لمصلحة اختيار رئيس من المقربين لـ «حزب الله» الذي يعطل الانتخاب حالياً. ان نتيجة الاتفاق النووي مع ايران ستفتح الطريق امام تسليمها بعض المراكز حيث يهيمن وكلاؤها، والأسوأ سيأتي اذا بقيت الإدارة الأميركية الجديدة على خطوات اوباما.