IMLebanon

مسرحية النووي

            إجتماع آخر، هذه المرّة في مسقط بين وزير الخارجية الأميركية جون كيري، ونظيره الايراني محمد جواد ظريف، في حضور مفوضة الاتحاد الاوروبي كاترين آشتون، لن يكون مختلفاً عن سواه لا في المضمون ولا في التصريحات.

يقول كيري: يجب أن نتفق قبل الـ20 من الشهر الجاري… ثم يدلي بكلام يفهم منه التشاؤم.

حيناً يقولون: نتفق على النووي أوّلاً ثم ننتقل الى سائر الملفات.

وحيناً آخر يقولون: هناك ثلاثة أمور في النووي:

1 – تخفيض عدد اجهزة الطرد المركزي.

2 – افساح المجال أمام رقابة دائمة للأمم المتحدة على عمل المفاعل الإيراني.

3 – المخزون من اليورانيوم يرسل الى روسيا ليتم تخصيبه وفق المعايير التي تحدّدها واشنطن.

النظام الإيراني بدأ مسيرته وواصلها بالهجوم على «الشيطان الأكبر» ثم يوافق على الاجتماع به، ثم يسمح هذا النظام حيناً ولا يسمح أحياناً بإشراف مراقبين أمميّين على المفاعل…

وتتواصل هذه الاسطوانة منذ عشر سنوات!

وهكذا بعد عشر سنوات من المفاوضات ومن تبادل الكذب الأميركي – الإيراني (اجتمعوا لم يجتمعوا… اتفقوا لم يتفقوا… 5+1 أو ثنائياً الخ…) فإلى متى هذه المسرحية؟!.

ندرك تماماً أنّه لو كان الموضوع النووي يشكل أي خطر على إسرائيل لكانت إسرائيل دمّرته من زمان.

والعقوبات المفروضة على إيران هي أيضاً جزء من التمثيلية، لأنّها ليست حقيقية كفاية، أو ليست موجعة كفاية… فهي ليست أكثر من ذر للرماد في العيون لتغطية حقيقة ما بين الطرفين.

في السابق ماذا أثرت العقوبات على صدّام حسين وقد استمرت من العام 1990 الى العام 2003؟!. بقي صدّام يتصرّف وكأنّه لم يتأثّر بها إطلاقاً الى حين سقوط النظام بالضربة العسكرية القاضية التي لولاها لكان صدّام حسين لا يزال حاكماً للعراق حتى اليوم.

باختصار أنّهم يكذبون علينا… وكل هذه المفاوضات ليست سوى تغطية للمشروع الحقيقي الذي يخططون للمنطقة أن تغرق فيه وهو الفتنة السنّية – الشيعية التي، مع الأسف، يتزايد لهيبها كل يوم!

وفي هذا الإطار يجري ما يجري في المنطقة ومن نتائجه الأولية ضرب «الهلال الشيعي» بدءًا من الموصل في العراق، بينما تمتد شراراته الى سوريا ولبنان ودول الخليج…

إنّهم يكذبون ويتبادلون التكاذب بينما شعوب المنطقة تدفع الأثمان الغالية من أمنها واقتصادها ومستقبل أجيالها الصاعدة.