Site icon IMLebanon

«النووي» بعيون «14 آذار»: ارتباك وهواجس.. وآمال

«الكتائب» يخشى تكرار سيناريو كامب ديفيد لبنانياً

«النووي» بعيون «14 آذار»: ارتباك وهواجس.. وآمال

يمكن بسهولة تلمس الارتباك والقلق في اوساط مكونات «14 آذار»، اثر اعلان الاتفاق النووي في فيينا. هو ارتباك الجاهل للمضمر في الاتفاق، وخصوصا ما يطال لبنان بشكل مباشر. المؤكد بالنسبة اليهم ان «الآتي من التطورات، لن يكون شبيها بما مضى»، وان «تغييرات كثيرة ستطال بلدان المنطقة، فعسى ان تترجم لدينا انفراجات وحلولا لازماتنا المعلقة»، وفق احد نواب «المستقبل».

يلتقي «المستقبل» مع «القوات اللبنانية» على تنميق الكلام حول الاتفاق وانعكاساته اللبنانية. يصوغ كل منهما خطابه بلغته، الا انهما يتفقان على مضمون مشابه، يجعل من مروحة الاحتمالات الداخلية واسعة بين «الانفراج المرتقب والمراهن عليه، والانفجار الذي تم تحضير كل مستلزماته».

يكشف المسؤول في «المستقبل» بعض هواجس فريقه عبر مجموعة اسئلة، لا تدخل جميعها في صلب الاهتمام اللبناني البحت من نوع: «ما هي نوايا ايران الحقيقية بعد توقيع الاتفاق؟ هل تريد ان تبرم اتفاقا مشابها ضمنيا مع العرب فتحد من تدخلها في شؤونهم وتحريك ميليشياتها في اكثر من دولة عربية؟ ماذا ستفعل في اموالها المستردة وكيف ستستثمرها؟ هل بمزيد من التدخل لزعزعة الاوضاع في العالم العربي لوضع اليد عليه، ام لتحسين احوال شعوب المنطقة؟ ما هي التسويات غير المصرح عنها في الاتفاق؟ التعاون لمكافحة الارهاب؟ كيف واين؟ ومن يضمن سبل تعاون ايران في هذا المجال؟ وكيف ستتم مراقبة أدائها في لبنان وسوريا والعراق ومحاسبتها في حال واصلت زعزعة استقرار هذه البلدان؟».

أما المسؤول «القواتي» فيؤكد أن اللبنانيين مدعوون للاستفادة «الى اقصى حد ممكن من التوافق الدولي لتعزيز استقرارهم، وبالتالي لا بد من التقاط هذه اللحظة وتحويلها لمصلحتهم، عبر انتخاب رئيس للجمهورية»، ويضيف: «اذا توصل الغرب وايران، وبينهما جبال وبحور من الخلافات الى تسوية مقبولة، هل من المعقول ان يعجز اللبنانيون عن التفاهم على حماية بلدهم ووضعه على سكة التعافي؟».

كلام المسؤول «القواتي» يتقاطع مع موقف احد مستقلي «14 آذار» الذي يؤكد «امكانية الاستفادة من مناخ التسويات عالميا، سواء في الاتفاق النووي او الاتفاق حول الازمة اليونانية مما يعزز فرصنا في دخول خرم ابرة الحل». ويقول: «يمكن تلمس هدوء نسبي داخلي لبناني سبق ورافق التوصل الى الاتفاق مما يعطي املا نسبيا»، ويذهب في تفاؤله الى حد عدم استبعاد «امكان ان تتسارع الامور فنرى رئيسا توافقيا للجمهورية في الاشهر القليلة المقبلة».

تفاؤل لا يشاركه تماما احد وزراء «الكتائب» الذي اعتبر ان الجو الذي يخلقه الاتفاق المرحب به، قد يسمح لدول مثل الولايات المتحدة او فرنسا والفاتيكان بان تحاول احداث خرق في الجدار الرئاسي المسدود لكن تبقى مثل هذه الحظوظ ضئيلة اليوم».

يعتبر الوزير نفسه أن الانعكاسات الايجابية على صعيد المنطقة غير ممكنة الا بعد حصول اتفاق سعودي ـ ايراني، ويقول: «ما يهم لبنان ليس الاتفاق الدولي بقدر الاتفاق الاقليمي وهو ما يزال امامه مزيد من الصعوبات ليتحقق. فايران لم تسع لامتلاك الطاقة النووية، للتنازل عن استراتيجيتها التوسعية وقد جاء الاتفاق النووي ليعطيها زخما اضافيا». ويجزم أن لبنان لن يتأثر في المديين القصير والمتوسط، خصوصا انه لا يأتي في مقدمة اهتمامات الدول»، ولا يخفي قلقه من «انعكاسات سلبية ممكنة على لبنان. فلدينا مثال ما حصل بعد اتفاق كامب ديفيد بين اسرائيل ومصر والذي اعتبر يومها بانه خلق حالة سلام، لكنه ادى الى انفجار الامور لبنانيا بسبب وجود بعض المتضررين»!