أين أنت يا جلالة الملك عبدالعزيز بن سعود؟
أين أنت يا زعيم العرب جمال عبدالناصر؟
أين الرجال؟..
أين العرب؟
هذه صرخة كل عربي مؤمن بعروبته وبإسلامه.
هذه الصرخة صادرة من قلوب مجروحة.
هذه الصرخة من ضمائر الشعوب العربية كلها.
لستُ ضد الجامعة العربية بالرغم من أنّها لم تستطع أن تلبّي طموحات الشعوب العربية.
لستُ ضد المؤتمرات العربية، ولكني أشعر بحزن عميق داخل قلبي، فكيف يمكن أن نسكت على التجاوزات الإيرانية؟
كيف نسمح أن يكون ضابط إيراني على رأس الحملة العسكرية العراقية… نعم قائد الحملة العراقية اللواء قاسم سليماني ومعه مجموعة مساعديه الذين ارتكبوا أبشع الجرائم الطائفية ضد أهل السُنّة، ولم يكتفِ بذلك إذ انّ مجموعة من القادة الإيرانيين يعلنون بشكل يومي عن الامبراطورية الفارسية وحدودها من أفغانستان الى اليمن الى العراق الى سوريا الى لبنان.
والفضيحة الكبرى ما يجري اليوم في الهجوم على تكريت وسياسة الإنتقام من السُنّة وهنا لا بد أن نتذكر أنّها مسقط رأس صدّام حسين…
عندما وحّد الملك عبدالعزيز شبه الجزيرة العربية التي أصبحت في ما بعد تسمّى المملكة العربية السعودية… وكان بدأ حملته في العام 1318هـ. (1900م) وكان في السابعة عشرة من عمره… وترك قطر والبحرين و»الإمارات المتصالحة» التي صارت في ما بعد دولة الإمارات العربية المتحدة… وأرسى قواعد حكم لدولة شاسعة الأطراف، أنقذها من التفتت والشرذمة.
والرئيس جمال عبدالناصر نادى بالوحدة العربية وكانت تجربة الوحدة مع سوريا كفكرة عظيمة ولكن تطبيقها كان سيّئاً، ولستُ هنا في مجال محاسبة أحد أو نبش القبور فقط أذكر بتاريخنا المجيد يوم تحدّى عبدالناصر العدوان الثلاثي الذي شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر.
اليوم يوجد في العالم العربي زعيمان الأوّل الملك سلمان الذي يملك القوة والحكمة والعقل والمال والسلاح… وهناك الحاجة الى قرار تاريخي فيبادر دونما انتظار رأي الجامعة العربية… وأكبر مثال على ذلك عندما أرسلت السعودية جيشها لحفظ الأمن في البحرين ولولا الجيش السعودي لطارت البحرين ووقعت بيد إيران، والملك سلمان مشهودة له المواقف، ولا تنقصه القرارات التاريخية.
والزعيم الآخر الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي عليه أن يحرّر الشعب الليبي من الإرهابيين إن كانوا «داعش» أو «النصرة» أو الإخوان المسلمين.
ولا حل لديه إلاّ الحل العسكري، وهو أيضاً عليه ألاّ ينتظر قراراً عربياً أو قوة عربية، فيستطيع أن يختصر الوقت ويقوم بتحرير الشعب الليبي من القتل والتدمير الجاريين على مدار الساعة منذ سقوط القذافي.
لا تنتظر يا سيادة الرئيس، الشعب الليبي المسكين والمظلوم ينتظر المنقذ وأنت أهل لذلك… أنت رجل عسكري وجدير وستدخل التاريخ إذا حققت ذلك… فأقدم.
عوني الكعكي