أولاً- لأنّه رفض أن يحقق لـ«حزب الله» أهدافه باحتلال السراي الكبير يوم نزلت ميليشيا الحزب الى ساحة رياض الصلح لهذه الغاية، تشتد الحملة على فؤاد السنيورة الذي أبى أن يترك السراي على الرغم من الإغراءات والتهديدات… فلا الترغيب اثر فيه، ولا الترهيب اخافه.
يومها لم يكن الحزب يتوقع أنّ في هذا البلد مَنْ يقدر على أن يقول له: لا! يقولها بقوة وثبات وهو أعزل إلاّ من سلاح الحق والكلمة.
طبعاً… هذا الموقف لم يهضمه الحزب العظيم… فلم يسامحوه على هذا الموقف.
ثانياً- وزاد في الطين بلة الإصرار على المحكمة الدولية: قراراً وإنشاءً وتمويلاً وبدء محاكمات… وجاء ردّ فعلهم يكشف فقدان أعصابهم:
يوماً هم غير معنيّين بها!
يوماً آخر يقول أحدهم: على صرمايتي المحكمة! لماذا يتضايقون من مروان حماده؟ هل لهذا القدر يزعجهم أن يكشف أنّ رقم هاتف بشار موجود مع أحد المتهمين؟ أيحرجهم الواقع الى هذا الحد؟
ثالثاً- هم لم يكتفوا بالتوجّه الى سوريا بل توجهوا أيضاً الى العراق ولهم دور كبير مصطنع في فلسطين فهل يخبروننا ماذا يفعلون هناك؟
هل يحدثوننا بالوقائع وليس بالأكاذيب؟
إذا كانوا يفترضون أنّ العالم سيصدقهم فهم واهمون…
وعندما لم يجدوا شيئاً أو مأخذاً راحوا يصرخون: من لا يريد الحوار يكون «داعش»!
رابعاً- ومن نكد هذا الزمن الرديء أنّ الشيخ المنبوذ ماهر حمود يرى أنّ الإعتداء على أهل السُنّة في صيدا وعرسال، وفي طرابلس (من قِبَل العلويين) أمر له مبرراته… وهو يذهب الى أبعد من ذلك فيدّعي أنّ «حزب الله» هو المعتدى عليه… وراح ينظر لتدخل الحزب في سوريا لأنّ هذا التدخل حمى الضاحية… وكلنا نعرف أنّه بعد هذا التدخل سقط أمنهم الذاتي في الضاحية واستنجدوا بقوى الأمن الداخلي… بعدما أدّت التفجيرات الى هروب أهل الضاحية منها… خصوصاً بعد تفجير السفارة الإيرانية!
… والشيخ المنبوذ يظن أنّه قادر على أن يكذب والناس يصدّقونه…
ثم صارت لديه دائرة إحصاءات يحدّد بموجبها من هو الزعيم المسيحي الأوّل!
ولم يكتفِ بذلك بل يعطي دروساً في التاريخ… وكأنّ ميشال عون هذا لا دخل له في حرب التحرير وحرب الإلغاء وحرب 13 تشرين 1990 التي أدّت الى مقتل وفقدان 500 ضابط وعسكري!
خامساً- الهجوم على الحوار… يريدونه… ولا يريدونه! إنّ عظمة لبنان في ديموقراطيته وحرّياته… حرٌّ كلٌ من يريد أن يأخذ الموقف الذي يريد… ولكن هل صرنا في عهد السلاح نستغني عن الديموقراطية والحرية؟