IMLebanon

يا أمة قهقهت

الكثير من الناس في عالمنا العربي لا يعدون إلا (كالبساس) التي تبحث عن خناقها٬ وسوف أستعرض معكم على عجالة ثلاثة منهم.

الأول (صدام العراق) ­ الزعيم الضرورة ­ الذي في جلسة واحدة في عام (1979) أمر بإعدام ثلث القيادة في بلده وهو جالس يدخن سيجاًرا٬ وكلما خرج المحكوم عليه من القاعة للتنفيذ تناول صدام منديله ليكفكف دموع التماسيح٬ ثم يعود لتدخين السيجار٬ وينادي على الذي بعده.

صدام وأسد سوريا حكما بلدين عربيين متجاورين٬ وكلاهما ينتمي إلى حزب البعث٬ وكلاهما يدعو إلى الوحدة٬ ومع ذلك يكتب في جوازات مواطنيهما:ُيمنع من زيارة إسرائيل٬ ومعها (سوريا أو العراق).

والثاني الأسد٬ الأب المفتون بنفسه٬ الذي لم يكن هناك (بخش) ولا ناصية في بلاده إلا فيها صورة أو تمثال له٬ ضحكت من رده عندما فاجأه صحافي أوروبي بسؤال عن مشاهداته صوره المهولة في كل مكان يذهب إليه٬ فأجابه الأسد بكل برود وهو يبتسم قائلاً:

أعرف ذلك وهذا هو ما يزعجني٬ ولقد أبديت احتجاجي عدة مرات٬ وتمنيت لو أنني أتسلل بالليل وأمزق وأحطم كل ذلك٬ ولكن ماذا أفعل بالناس وهم الذين يريدون ذلك؟!

يعني رجعنا لحكاية (البس اللي يدور على خناقه).

والثالث وهو أكثرهم خفة دم وهبالة٬ وأعني به (ملك الملوك) القذافي ­ رضي الله عنه وأرضاه مع وقف التنفيذ.

هذا الزعيم المزعوم شاهدته على التلفزيون يغير ملابسه في يوم واحد أربع مرات؛ الأولى صباحا بثياب ليبية تقليدية٬ والثانية ظهًرا وهو يرتدى بدلة عسكرية مطرزة بالنياشين٬ والثالثة عصًرا ارتدى قميًصا أفريقًيا على شكل جلد النمر٬ وفي المساء عندما استقبل ضيًفا أوروبًيا ارتدى بدلة (السافاري) مع برنيطة٬ ولا أدري ماذا يلبس عندما ينام.

ولا أنسى أنه خاطب الحكام ممن هم أصغر سًنا منه لمجرد التهكم٬ كبشار بل وحتى (أوباما) نفسه٬ بعبارة: (يا ابني).

ولكن كل هذا بكوم٬ وعندما أتاه سكرتير الأمم المتحدة في حينها (كوفي أنان) بكوم آخر٬ وقد تعمد القذافي أن يذهب إلى صحراء بعيدة٬ ولكي يهين السيد أنان بحركة طفولية عبثية أوعز لهم أن يحملوه للقائه في سيارة جيب ذات دفع رباعي في طريق غير معبد وفي ليل مظلم٬ وظل المسكين يتخبط في ذلك الجيب أكثر من ثلاث ساعات٬ ويقال إنه عندما وصل أول ما سأل عنه الحمام٬ وذهبوا به إلى حمام صحراوي استفرغ فيه وشطف نفسه من البلل الذي أصابه.

وما إن قابله لمدة عشر دقائق فقط٬ حتى نهض الزعيم٬ منهًيا المقابلة بأن لديه موعًدا مهًما٬ ثم قال لموظفيه: أعيدوه من حيث أتى بنفس الطريقة.

يا أمة (قهقهت) من جهلها الأمم.