IMLebanon

يا اخواننا في الوطن:  ما لنا هو… لنا ولكم!

كونوا أخوة واقتسموا بالحق. هذا القول المأثور يصلح لكل زمان ومكان وشعب وحكومة وسوبرماركت. وكل المظاهر تشير حتى الآن، الى أن لبنان انتقل من مرحلة الأخوة الأعداء الى مرحلة الأخوة الأشقاء، ببزوغ عهد تجلّت فيه الوحدة الوطنية، وباستشارات تعكس اجماعا وطنيا على تكليف رئيس الحكومة العتيد. ولا يبقى سوى تشكيل حكومة العهد الأولى التي يفترض أن تكون على صورة العهد ومثاله. والطريق الى ذلك سهل وسالك ومستقيم دون مطبّات ولا عراقيل ولا حفر، اذا جرى الأمر على قاعدة… كونوا أخوة واقتسموا بالحق… إلاّ اذا… إلاّ اذا…

***

هنا تحفظ يقتضي ايضاحا لا بد منه. اقتسام تركة المرحوم بين الورثة شيء، واقتسام أرباح الحلال أو الحرام بين شركاء التجارة والسوبرماركت شيء آخر، واقتسام المسؤوليات – لا الحصص – عند تشكيل الحكومة شيء ثالث ومختلف كليا. الطمع والاعتراف بالحق للآخر، هما وجهان للطبيعة البشرية الواحدة. وكلاهما طريق مختصر وسريع يوصل الى نتيجة حتمية: الحق الى الطمأنينة والسعادة والاستقرار، والطمع الى الاحتراب والشقاء والدمار.

***

اذا كانت نتيجة الاستحقاق الرئاسي قد تمّ تفقيطها وادراجها في خانة انتصر لبنان، فالاجماع الوطني حول الشخص المختار لتشكيل الحكومة يندرج بالنتيجة تحت الخانة نفسها. واذا كان أركان العهد الجديد والحكومة الجديدة صادقين ويعنون ما يقولون، فان أسلوب تشكيل الحكومة العتيدة ينبغي أن يندرج أيضا تحت العنوان نفسه: انتصر لبنان. أما اذا كان القول الجميل هو غلاف لفعل قبيح يعكس شهوة الهيمنة والاستئثار بسبب مشاعر دفينة وخبيثة بالانتصار على الآخر المهزوم، فذلك يعني اننا نركل الدلو، ونخسر كل الحليب الذي جمعناه فيه بعد النجاح في الانتقال من حالة الشغور والفوضى…

***

بالسياسة وبالأخلاق أيضا، فان المنتصر الحقيقي هو أبو الصبي، وهو الذي يبادر الى العطاء بالحق، أو العطاء بالتضحية بالتخلي عن بعض حقه للآخر، وما يخسره هنا يعوّضه برصّ الصفوف وراء قيادته. والشعار الحقيقي لوحدة وطنية حقيقية هو أن يصل كل مكوّن من مكوّنات الوطن الى القول، عن اقتناع وبنفس رضيّة، مخاطبا الآخر: يا اخواننا في الوطن: ما لنا… هو لنا ولكم!