يا ظالم لك يوم
«مَن لا يتعلم من التاريخ لا يمكنه أن يرى المستقبل»، نقول هذا القول للروس وللأميركيين أيضاً، الدولتين العظميين.
احتلت أميركا أفغانستان بعد أحداث 11 أيلول الشهيرة، اعتقاداً منها بأنها قضت على «الطالبان»، وبعدما عيّنت حامد قرضاي «الكركوز» رئيساً انسحبت تاركة البلد بالفوضى.
وفي نظرة سريعة الى ما يجري في أفغانستان اليوم نرى أنّ «طالبان» أصبحت أقوى مما كانت وتنفذ عمليات إنتحارية على القوات الاميركية حين تدعو «الحاجة»!
واليوم أمامنا حادثتان:
الأولى: ما جرى في الأحواز على الحرس الثوري الايراني فسقط منه 30 قتيلاً من خيرة قواته.
الأحواز هي الدولة العربية التي ابتلعتها إيران وتطلق عليها «خوزستان» في محاولة لطمس هويتها العربية بعدما كانت تسمى عربستان في الفارسية، ثم قلبت «الحاء» «هاء».
ثم منعوا اللغة العربية فيها وضيقوا على أهلها حتى في ملابسهم، وهي منطقة غنية بالثروات الطبيعية خصوصاً النفط، و85% من النفط الذي تصدّره إيران تستخرجه من الأحواز العربية.
وهذه المنطقة يعيش فيها أكثر الشعوب العربية فقراً تحت الاحتلال الفارسي… ولقد ابتلعتها إيران عام 1925 في اتفاق بين بريطانيا وإيران، وهذا دأب الاستعمار البريطاني في ضرب حقوق الشعوب.
كانت إيران تعالج أزمة الأحواز العربية المحتلة من الباب الامني البوليسي فأشعلت الإعدامات اليومية، وأخذت تعلق الاحوازيين على أعواد المشانق واستخدمت الروافع الميكانيكية أيضاً زيادة في الرعب والقمع، من دون أدنى درجات المحاكمة العادلة… مستخدمة الخونة وسائر «مستلزمات» القتل بدم بارد في قاموس «الباسيج».
وما حصل اليوم في الأحواز هو أقل ما سيحصل، وأما توجيه الاتهامات الى المملكة العربية السعودية والإمارات بأنهما وراء المنفذين تدريباً وتمويلاً فنتمنى من كل قلبنا أن يكون صحيحاً.
نحن العرب، اليوم، مَن ينكّل بهم، وإذا كان ثمة «إرهاب» (كما يسمّونه) فهو نتيجة الجهل والفقر والتنكيل تحت ظل استعمار يسيطر على المقدرات الطبيعية لهذه البلاد الغنية بالنفط ولا يصل الى شعبها دولار واحد.
والمفارقة أنّ الرئيس الايراني حسن روحاني سيتكلم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عن الارهاب، ونقول «طابخ السم آكله»… فإيران هي التي عمّمت الإرهاب في هذه الحقبة تدريباً وتنفيذاً…
قبل هذا النظام الإيراني لم يكن في العالم مَن يرتدي الكفن ويتوجّه الى الحرب، كما فعل الايرانيون طوال 8 سنوات في الحرب التي شنّوها على العراق.
عوني الكعكي