أيها العالم المجرم؟!
لسنا نتفهم هذا العالم الذي اجتمع، أمس، كبار قادته أو ممثلوهم في لندن في مؤتمر «الدول المانحة» بهدف مساعدة النازحين السوريين في بلدان نزوحهم.
يبدو أنّ هؤلاء الكبار يريدون بالحديد والنار أن يحوّلوا الشعب السوري من شعب في دولة راقية عامرة الى نازحين ومشرّدين ودولة «شحاذة» مدمرة…
هذا الكلام لا نقوله من فراغ… إنما من وقائع على الارض لا يستطيع أن ينكرها إلاّ المكابر.
ونسأل الذي اجتمعوا، أمس، في لندن: ماذا فعلتم حتى اليوم، جدياً، من أجل الشعب السوري المظلوم؟
في بداية الثورة السورية، وعلى امتداد 6 أشهر كانت الانتفاضة ثورة سلمية مئة في المئة، يطالب المتظاهرون بالحرية والديموقراطية والانتخابات النزيهة، وهم في الشوارع بمئات الآلاف… ومع ذلك كان بشار ممعناً في الناس المتظاهرين العُزل قتلاً وقصفاً بمختلف أنواع الأسلحة.
فلماذا لم يتدخل العالم في ذلك الوقت لحل الأزمة السورية ووضع حدٍ لهذه المأساة التي ازدادت مع الوقت مأساوية ودماءً وتدميراً و… نزوحاً؟
هل كانوا قادرين يومذاك، أم أنهم لم يكونوا قادرين…؟
في تقديرنا وتقدير كل منصف أنهم كانوا قادرين.
فلماذا انتظروا هذه السنوات الخمس الطويلة… وحتى الآن لا يزال تدخلهم مشكوكاً فيه نوعاً وأهدافاً؟
ولماذا جاؤوا بروسيا لمساعدة النظام في قتل شعبه وتدمير بلده؟
وأمس بالذات استمعت الى داوود أوغلو يعلن في مؤتمر لندن باسم تركيا كلاماً من أبلغ ما قيل في وصف الحال السورية، فقد قال: «اللقاءات الاميركية – الروسية تزيد من قلقنا لأن كل لقاء تعقبه زيادة الروس من حدة هجماتهم، فمن حقنا الحصول على إيضاحات».
يوماً يطلعون بـ»جنيڤ 1»، ثم بـ»جنيڤ 2»، ومن ثم بـ»جنيڤ 3»، وبين جنيڤ وجنيڤ مؤتمر مانحين في باريس، وثان في الكويت وثالث في الاردن ورابع في لندن…
وماذا كانت النتيجة: القتل يزداد، الدمار يتضاعف، النزوح يبلغ ذروته.
فرصة الستة أشهر الاولى لم يغتنموها.
والفرصة الثانية ارتبطت بالسلاح الكيميائي الذي استخدمه النظام لإبادة الشعب، وكان هذا النظام يومذاك آيلاً الى السقوط… ولم يتحركوا إنما ابتدعوا مسألة تجميع السلاح الكيميائي ونقله الى خارج سوريا… ومع ذلك مددوا للنظام، أي مددوا للقتل والدمار والنزوح.
والفرصة الثالثة كان النظام مهدداً بالسقوط فوراً… فجاء الروسي (بتواطؤ مع الاميركي والآخرين) وأنقذ النظام في تمديد آخر للقتل والدمار والنزوح…
أين الضمير العالمي؟
ثلاثة ملايين طفل سوري في عمر الدراسة، باتوا من دون مدارس.
12 مليون سوري مشردون إكراماً لبشار وحرصاً على بقائه على الكرسي… وإكراماً لمشروع ولاية الفقيه؟
ثم «يربّحوننا جميلة» لأنهم يحوّلوننا الى شعب مستعطٍ…
وفي تقديرنا والإقتناع أنّ الحل بسيط: ازيحوا بشار فتنتهي مشكلة سوريا، وندخل جدياً في الحل.
حرام… والله حرام.
فما يجري في سوريا هو من أكبر جرائم العصر.
وطبعاً هو أكبر جريمة في القرن الحادي والعشرين.
ألا يكفيكم 400 ألف قتيل سوري؟
وأميركا الدولة التي تدّعي انها «عظمى» استطاعت خلال أسابيع معدودة أن تحتل العراق كله… فهل يريدوننا أن نصدّق أنها وفي معيّتها 63 دولة أخرى، عاجزة عن فرض حل مشرّف في سوريا، برغم الاساطيل والجحافل وأحدث الاسلحة.