أيها اللاهثون.. اتقوا الله في لبنان
يبدو أنّ اللهاث لتطبيع العلاقات مع النظام في دمشق بدأ منذ فترة، وها هو مستمر بوتيرة متسارعة من قِبَل الممانعين، فها هم يهرولون الى سوريا حتى قبل عودة النازحين.
الرئيس الحريري أعلن رأيه بهذا الموضوع صراحة بقوله إنّه لن يذهب الى سوريا و»لن تروني هناك حتى لو انقلبت كل معادلات المنطقة». بعضهم رد عليه قائلاً: «عالقليلي اللي بيروحو ع الشام بيرجعو». وقد فات هذا البعض «مآثر» النظام السوري في لبنان.
معه حق الرئيس الحريري، وهو على صواب بالتأكيد في موقفه تجاه هذا النظام المجرم الذي اندحر تحت ضغط القرار الدولي 1559 بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري مجرجراً أذياله خائباً من عدم استمراره في السيطرة على لبنان ومقدّراته والتحكم بقراراته وإذلال بنيه، وممارسة أبشع أنواع الديكتاتورية بحق شعب ولد وترعرع على الديموقراطية.
هذا النظام الذي لم تزل آثار جرائمه ماثلة للعيان، ودماء الشهداء الذين اغتالهم بأدوات الغدر لا تكاد تجف الى الآن، هؤلاء الشهداء من الشهيد الحي مروان حماده إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى الشهيدة الحيّة مي شدياق والياس المر، إلى الشهداء جبران تويني وسمير قصير ووليد عيدو وغيرهم الكثير الكثير لا يزالون ماثلين في اذهاننا بنهجهم ودفاعهم عن لبنان الحر السيّد المستقل، وقبلهم الرئيسان الشهيدان بشير الجميل ورينيه معوض.
هذا النظام المجرم الذي خرج ذليلاً عام 2005 من باب لبنان يحاول العودة من نافذته برعاية من قِبَل أدواته المحليين، في محاولة منه لبسط نفوذه ثانية على لبنان بشكل مباشر أو غير مباشر.
هذا النظام ذو التاريخ الإجرامي فتك بشعبه لأنه طالب بالحرية والديموقراطية، فقد جنّ جنونه حين سماعه أوّل نداء رفعه الشعب وهو إرحل إرحل يا بشار، ليكسر بالتالي حاجز الخوف، فبدأ الديكتاتور بالقتل والتدمير، مستخدماً أنواع الأسلحة كافة، المسموحة والممنوعة، غير آبه بالنداءات التي أطلقها معظم الزعماء العرب في أوائل الثورة، ضارباً الضمير والوجدان والإحساس البشري عرض الحائط، فدمّر سوريا، وهجّر شعبها، لتصبح الملايين من هذا الشعب موزعة على دول الجوار والعالم التي استقبلتهم ورعتهم وأحاطتهم بالعناية الإنسانية، وها هو لا يفتأ يدمّر ويفتك مدعوماً ممن يسمّون أنفسهم ممانعين، تحت غطاء روسي جعل من سوريا شيشان أخرى، هذا الروسي الذي جلّ همّه تحقيق مآربه ومصالحه وحلمه بالوصول الى المياه الدافئة، وقد وصل، انه الحلم الروسي القيصري الذي لم يتحقق إلاّ في زمن بوتين الذي بات يتحكم بمصير سوريا وشعبها، بنازحيها وبدستورها، فليرعوِ اللاهثون خلف الضباب، والحالمون بإعادة عقارب الساعة الى الوراء، وليخرجوا من عوالمهم الإفتراضية، ويعيشوا الواقع، ويعودوا الى بلدهم لبنان الذي أثقلته الديون، وأصبح شبابه إما عاطلين من العمل أو مهاجرين في بلاد الله الواسعة.
أيها اللاهثون خلف الضباب.. اتقوا الله في لبنان.. اتقوا الله في لبنان.