IMLebanon

أوباما والعداء بين الرياض وطهران

في أي كتاب إيراني يقرأ باراك اوباما عندما يقول إن العداء بين ايران والسعودية هو مجرد أوهام زائفة، هل يقرأ في أدبيات العلاقات العامة الدعائية، التي يروّجها محمد جواد ظريف صاحب الضحكة العابرة للقارات، أم يقرأ في السياسات الإيرانية المتشددة التي يكتبها المرشد علي خامنئي بأبجدية مقطبة؟

لكأن الرئيس الأميركي من كوكب آخر ولا يدري ان القرار عند المرشد علي خامنئي لا عند حسن روحاني أو محمد جواد ظريف، لهذا لم يتردد في سياق تسويقه المحموم للإتفاق النووي مع طهران في القول لشبكة “سي إن إن” إن الإتفاق سيؤدي الى زيادة التعاون بين دول يسود شعور العداء بينها “واعتقد أنه من المتوقع ان تبدأ كل من السعودية وإيران بالإعتراف بأن العداء بينهما مجرد أوهام زائفة كأي شيء آخر، وان ما تمثله “داعش” أو إنهيار سوريا أو اليمن أو غيرهما هو أكثر خطراً مما تشعران به من عداء متبادل”!

غريب كيف يستطيع أوباما الحديث عن “أوهام زائفة” ثم يتناول الأوضاع السورية واليمنية وموضوع “داعش” وكلها تمثل حلبة مواجهة مفتوحة تؤجج العداء بين الرياض وطهران، بسبب التدخلات الإيرانية في سوريا الى جانب النظام الذي تمادى في المذابح ما إستولد “داعش” كما أعلن جون كيري وزير خارجيته قبل أيام!

غريب ايضاً كيف لا يتذكر أوباما التصريحات الإيرانية، التي قالت بعد سيطرة الإنقلابيين الحوثيين على صنعاء وإندفاعهم الى عدن “هذا إنتصار عظيم للثورة وسيأتي الدور على السعودية”. والغريب ايضاً وايضاً ان يتجاوز كل التدخلات السلبية الإيرانية في العراق والبحرين والإمارات والكويت ولبنان وحتى في المناطق الشرقية من السعودية، وكيف ينسى المحاولة الفاشلة لإغتيال عادل الجبير عندما كان سفيراً للمملكة في واشنطن!

طبعاً يضيق المجال عن تعداد كل ما تقوم به إيران من تدخلات ضد السعودية التي سبق لها ان حاولت تحسين العلاقات بين البلدين حرصاً على تعاون إيجابي يخدمهما معاً ويمنع قيام فتنة طائفية بين السنّة والشيعة، ولكن يكفي في هذا السياق ان يتذكر اوباما تصريحات المسؤولين في طهران التي طالما كررت عشية توقيع الإتفاق النووي ان إيران باتت تسيطر على اربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت!

اذا كان من حق اوباما ان يستميت لتمرير الإتفاق النووي مع إيران لأنه الملف الوحيد الذي يعتبره نجاحاً له في عهدين، فمن واجبه أيضاً ان يقرأ جيداً كلام خامنئي في الذين كانوا يصرخون “الموت لأميركا” غداة الإتفاق، اذ قال: “لن نكفّ مطلقاً عن دعم أصدقائنا في فلسطين واليمن وسوريا والعراق والبحرين ولبنان”!

عقل بالأوهام ليس محشواً بالأوهام الزائفة بل بالحرص على تأجيج العداء بين الرياض وطهران!